بعد الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها فعاليات سوسية أمازيغية أمام البرلمان، عقب توالي اعتداءات الرحل على أراضي السوسيين، التقى سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، الثلاثاء، بتمثيلية عن المتظاهرين، من أجل "التداول في سبل إيجاد حل للمعضلة التي تطورت حد انتشار الاعتداءات والاختطافات والمواجهات المتبادلة". اللقاء، الذي احتضنته العاصمة الرباط، تطرق فيه الحاضرون إلى "ضرورة التحرك لوقف الخطر الكبير الذي يتهدد مناطق سوس، والمتمثلة في الرحل والخنزير وتحديد الملك الغابوي، معبرين عن رفضهم لمخطط برنامج إنشاء المراعي بمناطق سوس". وأوضح مصدر حضر اللقاء أن "النقاش حمّل الدولة مسؤولية الاعتداءات التي تمارسها ميلشيات الرعاة الرحل ضد ساكنة المنطقة، والتي وصل بعضها إلي قتل المواطنين". ودعا ممثلو السكان المتضررين عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، إلى إعادة فتح تحقيق في جرائم قتل واعتداء ارتكبها الرعاة الرحل بالمنطقة، كما ناشدوا الولاة إلي مساندة السكان حتي لا تتكرر مثل هذه الاعتداءات". وأردف مصدر جريدة هسبريس الإلكترونية أن "الحاضرين شددوا أيضا على ضرورة توقيف مراسيم تحديد الملك الغابوي وإعادة النظر في التحديدات التي اعتمدتها الدولة سابقا، في أفق عقد لقاء ثان قريب مع كل وزير الفلاحة ووزير الداخلية بحضور رئيس الحكومة، لما لهما من اختصاصات مرتبطة بالموضوع". وأكمل المتحدث أن "اللجنة ستعد للقاء المقبل مذكرة تقدم قراءة نقدية لقانون الرعي، الذي لم يستشر فيها أصحاب الأراضي وأبناء المنطقة". وشهدت منطقة سوس، خلال الشهور الأخيرة، تزايدا لهجمات الرعاة الرحل على ممتلكات السكان المحليين، والاعتداء عليهم جسديا، كما حصل بنواحي تارودانت قبل أسابيع، حين عمَد رعاة رحّل إلى تعنيف مواطنين بمنطقة إدوسكا أوفلا، وتجريدهم من ملابسهم واحتجازهم. وقد تم توثيق الاعتداء والحجز في مقاطع فيديو. وانتقلت جمعيات سوسية إلى "السرعة القصوى لإنقاذ المنطقة من الهجمات المتوالية، عقب خروجها في وقفة احتجاجية حاشدة أمام البرلمان يوم السبت الماضي، مطالبين فيها المسؤولين بحمايتهم من هؤلاء الرحل". وصدحت حناجرُ المشاركين في الوقفة الاحتجاجية، المؤطّرين بعدد من جمعيات المجتمع المدني، بشعارات تندد بالهجومات التي تتعرض لها ممتلكاتهم من طرف الرعاة الرحل، مطالبين الدولة برفع الضرر عنهم وتوفير الحماية لهم. ورفع المشاركون في الوقفة الاحتجاجية شعارات من قبيل: "هذا عار هذا عار، سوس في خطر"، "لا لإفساد ونهب أملاك سكان سوس من طرف الرعاة الرحل"، متهمين السلطات ب"التقاعس عن حمايتهم من الهجمات التخريبية التي ينفذها الرعاة الرحّل".