بعد استفحال الاعتداءات التي يتعرضون لها، واستباحة أراضيهم الزراعية من طرف الرعاة الرّحل، حجّ مئات المواطنين من قبائل مختلفة بمنطقة سوس إلى العاصمة الرباط، حيث خاضوا وقفة احتجاجية طالبوا فيها المسؤولين بحمايتهم من هؤلاء الرّحل. وصدحت حناجرُ المشاركين في الوقفة الاحتجاجية، المؤطّرين بعدد من جمعيات المجتمع المدني، بشعارات تندد بالهجومات التي تتعرض لها ممتلكاتهم من طرف الرعاة الرحل، مطالبين الدولة برفع الضرر عنهم وتوفير الحماية لهم. ورفع المشاركون في الوقفة الاحتجاجية شعارات من قبيل: "هذا عار هذا عار، سوس في خطر"، "لا لإفساد ونهب أملاك سكان سوس - ماسة من طرف الرعاة الرحل"، متهمين السلطات ب"التقاعس عن حمايتهم من الهجمات التخريبية التي ينفذها الرعاة الرحّل". وشهدت جهة سوس - ماسة خلال الشهور الأخيرة تزايدا لهجمات الرعاة الرحل على ممتلكات السكان المحليين، والاعتداء عليهم جسديا، كما حصل بنواحي تارودانت قبل أسابيع، حين عمَد رعاة رحّل إلى تعنيف مواطنين بمنطقة إدوسكا أوفلا، وتجريدهم من ملابسهم واحتجازهم. وقد تم توثيق الاعتداء والحجز في مقاطع فيديو. وقالت الجمعيات الداعية إلى الوقفة الاحتجاجية إن "الرعاة الرحل يمارسون عنفا وحشيا ضد مواطنين يدافعون عن ممتلكاتهم أمام تقاعس السلطات، التي تبدو متواطئة بشكل مكشوف مع الرعاة، على حساب أمن وسلامة السكان، رجالا ونساء". وفي تصريح لهسبريس، قال محمد آيت سي، وهو فاعل جمعوي من قبيلة آيت علي: "نحن نتعرض لاعتداءات شنيعة من طرف الرعاة الرحل. الناس لا يتوفرون على الماء، لديهم فقط "مطفيات"، وحين يأتي الرعاة يُفرغونها بواسطة مضخّات لسقي دوابهم". وأضاف "حين نطالب الرعاة الرحل بأن يرحلوا عن أراضينا يقولون لنا نحن نتوفر على رُخص، ونحن نريد أن نعرف من هي الجهة التي تُسلّمهم هذه الرخص التي يدّعون بأنهم يتوفرون عليها". ويقول المواطنون المحتجون إنَّ هدفهم من خوض وقفة احتجاجية أمام مقر البرلمان "هو إيصال صوتنا إلى المسؤولين الكبار في الدولة". وقال محمد آيت سي: "كيجي الدرك الملكي، ولكن عياوْ من التدخل، هم كيقولو هادشي فُوق منا وما عندنا ما نديرو لكم"، مضيفا "يجب على الحكومة أن تتدخّل لحمايتنا وحماية ممتلكاتنا". من جهته، قال علي باديس، وهو مغربي من تفراوت مقيم بالديار الفرنسية، إن "الرعاة الرحّل يهجمون على أراضينا التي يعيش منها السكان، الذين ارتأوا البقاء في بلداتهم عوض الهجرة إلى المدينة. الدولة تقول إنها تريد أن تحدّ من الهجرة من العالم القروي إلى العالم الحضري، لكنها في حالتنا لم تُوفّر لنا شروط البقاء"، مضيفا "مشينا لفرنسا نجيبو الفلوس باش نستتمروها فالمغرب، وملي رْجعنا لقينا البلاد مْشات". وفضلا عن مشكل الرعاة الرحل، تعاني قبائل سوس من انتشار الخنزير، الذي يعتدي على ممتلكاتهم الزراعية، ولا يُسمح لهم بقتله. وقال علي باديس: "الحلّوف هْلكنا. العيالات فاش كيديو اولادهم للمدرسة فالصباح كيهجم عليهم الحلوف وكيرجعو فحالهم، وهادشي كيزيد فالهدر المدرسي فالمنطقة".