بعد الاحتجاجات التي خاضها آلاف سكان قبائل سوس، منذ شهر بمدينة الدارالبيضاء والعاصمة الرباط وأكادير، احتجاجا على استفحال الرعي الجائر بأراضيهم الفلاحية، وتلقيهم وعودا من رئيس الحكومة بالبحث عن حل لهذا المشكل، عاد التوتر ليخيم على عدد من الدواوير في منطقة إدوسكا أوفلا، بعد توافد شاحنات محملة بقطعان من الإبل والأغنام إلى المنطقة سالفة الذكر. وتعيش قبيلة إدوسكا أوفلا احتقانا، بعد تهديد السكان بصدّ الرعاة الرحل ومنعهم من الرعي في أراضيهم؛ وهو ما دفع السلطات والدرك إلى التدخل، دون أن تُبعد الرعاة الرحل عن المنطقة، حسب إفادة سعيد أيت عمر، مواطن قاطن بدوار تغرمان بجماعة تومليلين، معلقا على الوضع الذي تعيشه المنطقة بالقول في حديث لهسبريس: "نحن نعيش حاليا وسط الفوضى والسلطات تتفرج". ولا يزال التوتر يحوم حول عدد من الدواوير في قبيلة إدوسكا أوفلا، حيث يحاصر السكانُ الرعاة الرحل، كما هو الحال في أزغار أمسليتن وتغرمان، من أجل دفعهم إلى سحب قطان إبلهم وأغنامهم، بعدما نجح مواطنون في دواوير أخرى في إجلائهم، بعدما منعوهم من الرعي في أراضيهم الفلاحية. وقال مواطن من أحد الدواوير، التي وفد عليها الرعاة الرحل: "إذا لم تحْمنا السلطة من الرعاة الرحل، الذين يرعون قطعانهم في أراضينا، ستندلع حرب بيننا وبينهم؛ لأنهم لا يحترمون القانون"، مضيفا: "نحن نطالب السلطات بتطبيق القانون، وحمايتنا من هؤلاء الرعاة؛ حتى لا تتطور الأمور إلى ما لا تحمد عقباه". من جهته، انتقد سعيد أيت عمر تعاطي السلطان مع مطالب السكان المتضررين من الرعاة الرحل، قائلا: "حين نذهب عند الدرك ويأتون إلى هنا، يرفضون تحرير المحاضر، وهذا يجعلنا نشعر بأننا فاقدون للحماية التي من المفروض أن توفرها لنا السلطات، التي يجري ما تتعرض له أشجارنا وحقولنا من نهب أمام أعينها". وحسب إفادة المتحدث ذاته، فإن منطقة إغرمان، الواقعة نواحي تارودانت، وفدت عليها، لوحدها، ثلاثون شاحنة محمّلة بقطعان من الإبل والأغنام، داعيا السلطات إلى التدخل "من أجل حمايتنا، وحماية أملاكنا". جدير بالذكر أن سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، سبق له أن استقبل ممثلي تنسيقيات الأهالي المشتكين من اعتداءات الرعاة الرحل في سوس، بعد المسيرات الاحتجاجية الضخمة التي نظمها المتضررون في الدارالبيضاء، حيث قدمت التنسيقيات الممثلة للأهالي ملفا مطلبيا يتمركز حول مطلب أساسي، يتعلق بضرورة تدخل السلطات لوضع حد للرعي الجائر؛ وهو المطلب الذي لا يزال معلقا، بعد مرور حوالي سنة على اللقاء مع رئيس الحكومة.