لم تعد الجمعيات الأمازيغية قادرة على انتظار تدخل السلطات العمومية من أجل وقف "تسلط الرّحّل" على الأراضي الفلاحية للسكان في سوس؛ وهو ما دفع تلك الجمعيات إلى تعبئة الناشطين والفاعلين في المناطق المتضررة من أجل التنديد برفض الساكنة للمراعي وتجريد المواطنين من أراضيهم، مطالبة بوضع حد لحالة "التسيب" التي يفرضها الرعاة الرحل الذين يعبثون بأراضي السكان. في هذا السياق، تعمد "فيدرالية إدوسكا المتحدة" إلى عقد لقاءات مختلفة من أجل تسطير البرنامج النضالي الخاص بالمرحلة المقبلة، بحيث أوردت أنها "تستعد لعقد اجتماع مخصص لدراسة مختلف التحديات التي يطرحها الرعي الجائر، باعتباره أحد أهم عوائق التنمية في المنطقة، لا سيما التنمية الفلاحية". وأكدت الفيدرالية أنها "ستُنظم مائدة مستديرة لطرح مختلف الأشكال النضالية، بغية المطالبة برفع هذا الضرر، وتطبيق القانون المنظم لهذه الظاهرة بالشكل الذي يمكن من خلاله رفع الحيف على السكان المحليين واحترام أملاكهم الخاصة". تبعا لذلك، قال عادل أداسكو، كاتب "فيدرالية إدوسكا المتحدة"، إن المبادرة "تأتي في وقت تعرف منطقة إدوسكا، جماعة تومليلين بشكل أخص، احتقانا بين الساكنة والرعاة الرحل؛ وهو ما تطور إلى مواجهات، بسبب توافد المئات من شاحنات الرعاة الرحل التي حطت خيامها بمناطق عديدة من تراب جماعة تومليلين". وأضاف أداسكو، في تصريح أدلى به لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "المناطق المعنية بالرعاة الرحل هي أزغاغ وتغرمان وإيتوغاين وأزغار نبيهميتن وتفريت وتازكا وإكضي" (ضواحي تارودانت)، ثم زاد مستدركا: "ما تسبب في إتلاف كبير لشجر اللوز والصبار"، معتبرا أن "هذه الأحداث جعلتنا نبادر إلى القيام بمبادرة الوقوف علي الأضرار التي تسببت فيها أغنام ومواشي الرعاة الرحل". "سنعمد أيضا إلى الالتقاء بالساكنة المتضررة وحثها علي نهج المساطر القانونية من أجل الدفاع علي أراضيها، في ظل الدعوات التي تنادي بالمواجهة المباشرة مع الرعاة الرحل، وهذا ما نرفضه مقابل تحميلنا كامل المسؤولية للجهات المسؤولة علي أمن وسلامة المواطنين"، يردف الفاعل عينه. يشار إلى أن منطقة إدوسكا بضواحي إقليمتارودانت تعرف مواجهات دموية بين الرعاة الرحل والساكنة المحلية بشكل دوري، بحيث سبق أن أشْهر الرعاة الرحل السيوف في وجوه السكان المحليين بعد أن حاول مزارعون ثنيهم عن مواصلة مواشيهم الاعتداء على المستغلات الزراعية ومصادر المياه وأشجار الأركان واللوز، خلال الموسم المنصرم، قبل أن تتدخل السلطات لفض المواجهات.