صورٌ قاتمةٌ من الاعتدَاء والمكابدات نقلتها جمعيَّاتْ من منطقة إدوسكَا أوفلَّا التَّابعة لتارودانت، إلى الرباط، في احتجاجٍ على "هجوم" الرعاة الرحل، المتهمِين بإتلاف أراضِي السُّكان ومزارعهم، زيادةً على النيل من مياه يعتمدُون عليها في الشرب. هيئاتُ المجتمع المدنِي بمنطقَة "إدوسكَا أوفلَّا"، البالغ عددهَا خمسَ عشرة جمعيَّة، عقدتْ أمس، اجتماعًا في الرباط، دعَتْ في أعقابهِ إلى حمايتها منْ الرعاة؛ "الذِين يعتدُون لفظيًّا وجسديًّا على سكان لا حيلةَ لهم أمام ما يلقونَ منْ بطشٍ". ويرَى أهالِي "إدوسكَا"، أنَّ السلطَات تخلَّتْ عنهم، ولمْ تعُد تكترث بأمنهم، وقدْ تركُوا بمفردهم في مواجهة جحافل الرعاة، وما قدْ ينجمُ من اصطداماتٍ بين الرعاة والسكَّان، الذِين يرصُّون صفوفهم وينسقُون على المستوَى القبلِي، قصدَ التصدِّي. مَا ينذرُ بمواجهاتٍ في المستقبل. "المتضررُون" من ممارسات الرعي يقولُون إنَّهمْ يطالبُون بالكشفِ عن الجهات التي تسكتُ عنْ الرحل، وتسمحُ لهم باستغلال موارد المنطقة، بصورة غير معقلنة، على حساب الساكنَة، وحاجيَّاتهَا. كاتب جمعية "تاووري" وأحد مؤسسي فدرالية المجتمع المدني بايدوسكا أوفلا، عادل أداسكُو، يقُول إنَّ الرعاة الرحل مدعُومون من جهات في السلطة. مبديًا خشيتهُ من تضرر شجر أركان العريق وأشجار اللوز والزيتون وكل الأشجار المثمرة والمحصولات الزراعية المملوكة للأفراد والجماعات، زيادةً على النيل والمطفيات التي تعتبر خزان الماء الشروب للالاف من ساكنة هذه المناطق. أداسكُو يقُول إنَّ تجاوزات الرعاة الرحل، بلغت درجة الإعتداء على الأرواح والحرمات والأعراض، "منهم منْ هو ضالعٌ في السلب والنهب، وحتى اختطاف الأطفال، وغيرها من الاعتداءات التي لا يمكنُ أنْ نقبل بها البتَّة، وسنواصلُ تصدينَا لها". الناشطُ الجمعوِي يردفُ أنَّ أراضي الأفراد و الجماعات لا زالتْ تتعرض للسلب، بالموازاة مع تعرض أراضي وغابات الأفراد والجماعات للإغراق بالخنزير البري المتوحش، الذِي يشكلُ عدوًّا، بحسب تعبيره، للإنسان والبيئة والقطاع الفلاحي. في غضُون ذلك، يخشَى بعض أهالِي "إدوسكَا" أنْ يسفرَ عدم حلِّ مشكلة الرعي عن طريق القنوات القانونيَّة، إلى نشوب مواجهاتٍ بين السكان والرعاة، قدْ تفضِي إلى سقوط ضحايا، فيما تقُول جمعيَّات "إيدوسكَا"، إنَّ ستمضِي في التعبئة، وستشرعُ في الاحتجاجات الميدانيَّة، كيْ ترفع الدولة الضرر عن السكان، المهمشين أصلًا، غير مستبعدِين للجوئهم إلى طرق أبواب دوليَّة.