قد يقول قائل، أن كاتب هذه الرسالة يعبث أو ربما فقد صوابه أو أنه لا يعي ما يقول أو أنه يريد فقط أن يلهو ولا يقصد ما يقول، أتمنى أن أكون مخطئا. لكن هده هي الحقيقة وسوف أؤكد لكم أنني على صواب ،واقع هده المنطقة التي كانت ومازالت ضمن خانة المغرب الغير النافع هو اللاصواب بعينه، واقع هده المنطقة هو العبث بعينه وما ثمن فنجان القهوة إلا تجسيدا للامبالات المسؤولين، تجسيدا لإفتقار المنطقة لأبسط المرافق الحوية و شروط العيش الكريم. و على أية حال إدا كنت أنا من أبناء المنطقة أو قدر لك أنت أن تكون من أحد زوارها، وكنت معتادا على احتساء فنجان قهوة كل صباح وقبل أن نبدأ نشاطنا اليومي أو مساءا بعد يوم من العمل معتادا على احتساء فنجان على رصيف أقرب مقهى من مقرالعمل بثمن لا يتجاوز كحد اقصى 10 دراهم فالأمر يختلف في إيدوسكا، لأن أقرب مقهى تبعد عنك ب 50 كلم، وبذلك ستكون مضطرا حتى تتمكن من إزاحة الصداع الذي تشعر به في رأسك بسبب إدمانك لهذه المادة البرازلية المنشأ إلى التوجه جنوبا نحو تافراوت بمسافة إجمالية تقدر دهابا وإيابا ب 100كلم هده المسافة ستكون معها سيارتك مجبرة على استهلاك ما لا يقل عن 240درهم تمن الوقود اضافة الى 10دراهم ثمن الفنجان. فعلا نحن شباب إدوسكا مضطرين ولسنا مخيرين لشرب فنجان القهوة بتافراوت، لأن أبناء تافراوت الدين نحترمهم وهم جيراننا من الطبقة المتوسطة والطبقة الميسورة. الجماعات المحلية بتافراوت كانت في الموعد مع التاريخ وقطعت مسافات كبيرة في التنمية، لهذه الأسباب أقول لكم أنني لا أقصد العبث ولا أفكر في دلك، فثمن فنجان قهوة هو تجسيد للتهميش الدي تعيشه منطقة إيدوسكا أوفلا. فمن يستحق العتاب يا ترى هل هم أجدادي الدين قاوموا وبشهامة المستعمر الفرنسي في هده المنطقة؟ هل أعاتب الطبقة المتوسطة و الميسورة من أبناء إدوسكا ؟ أم أعاتب الجماعة القروية؟ أم أعاتب الدولة الغائب الحاضر في هده المنطقة ؟ ! لقد كان من المفروض و كلما دهبت لزيارة الوالدة ب "أزغار أمسليتن" أن أحتسي فنجان قهوتي بالسوق الأسبوعي "تلاثاء إيدوسكا" مركز إدوسكا أوفلا، لكن من يلج هدا السوق الأسبوعي لأول وهلة سيحس لا محالة أنه دخل سوق عكاض و ستعود به الذاكرة لا محالة إلى مئات السنين قبل التاريخ. إنه السوق الوحيد في العالم الدي تباع فيه الخضر بالاقساط ( تكوديين ) و هي عبارة عن بقايا الخضرالتي سبق إختيار الأجود منها في سوق "اثنين توفلعزت" قبل وصولها الى سوق الأسبوعي "تلاثاء إيدوسكا". سوق "ثلاتاء إيدوسكا" يرحب بك بشبه مقاهى فراشها من حصير، و أنصحك أن لا تطلب كرسيا لتجلس عليه لأنه اختراع لا زال لم يصل بعد، إياك أن تطلب فنجان القهوى الدي ألفته في مقاهي الرباط و الدارالبيضاء لأن ألة القهوى هي بمتابة سلاح الدمار الشامل تمنع حيازتها عند أرباب المقاهي بهدا المكان الشبيه لسوق أسبوعي. أما من حيت التغطية الصحية كن مطمئنا فالمستشفى لا يبعد عنك سوى بضعة أمتار، فرغم أنه لا يتوفر على أية تجهيزات طبية فإنه يمكن أن يقيس لك الضغط الدموي الدي تتعرض له الساكنة بسبب معاناتها من التهميش، وإدا تعرضت لحادثة أو تبين أن زوجتك ستضع مولودها فما عليك إلا استئجار أول سيارة نقل سري أو سيارة نقل الحيوانات وتتجه غربا نحو مدينة تارودانت. لكن و بالرغم من هدا الوضع أؤكد لكم أنني متفائل باليوم الذي سيأتي وأحتسي فيه فنجان قهوتي بالسوق الأسبوعي ثلاتاء إيدوسكا