بعد مسيرة 17 فبراير الماضي في الرباط، يخوض ضحايا الرعي الجائر وتحديد المِلك الغابَوي والخنزير البري محطّات احتجاجية جديدة بمجموعة من المدن المغربية. وعرفت مدينة تارودانت وقفة أمام قيادة آيت عبد الله بدائرة إغرم يوم أمس السبت، من تنظيم فعاليات جمعوية من منطقة آيت عبد الله، وبرمجت وقفة أمام مقر العمالة يوم الأربعاء 20 مارس؛ من تنظيم فعاليات من ساكنة إسندالن تارودانت. وستستقبل العاصمة الرباط "وقفة كبرى أمام البرلمان" يوم 20 أبريل من تنظيم هيئة شباب تامسنا الأمازيغي بتنسيق مع تنسيقية أدرار سوس ماسة. ومن المرتقب أن تشهد مدينة أكادير مسيرة مليونية يوم 17 غشت من تنظيم تنسيقية أدرار سوس ماسة. وتتهيّأ تنسيقية أدرار وهيئة شباب تامسنا الأمازيغي لتنظيم "وقفة احتجاجية كبرى في إطار البرنامج النضالي للدفاع عن المطالب المشروعة لساكنة سوس"، يقول بيان مشترك، وهي مطالب تتعلّق ب"قضايا الأرض، وتحديد الملك الغابوي، والخنزير البري، والرعي الجائر، واستغلال المعادن، ومشاكل التجار والمهنيين مع القانون الضريبي الجديد". وأورد البيان أن "الساكنة ترفض مخطط برنامج إنشاء المراعي بمناطق سوس، وتحمّل الدولة مسؤولية الاعتداءات التي يمارسها الرعاة الرحل ضد ساكنة سوس التي وصلت حد القتل والاغتصاب وخطف المواطنين". كما تدعو الساكنة وزير الداخلية إلى "إعادة فتح تحقيق في جرائم قتل واعتداء ارتكبها الرعاة الرحل بمناطق سوس، بما فيها جريمة قتل شهيد الأرض الغدايش بجماعة تابيا بأيت علي، والاعتداء الهمجي والاختطاف الذي تعرض له شباب بمنطقة وايكريز بجماعة تومليلين بإدوسكا أوفلا"، وتطالب الوالي وعمال عمالات سوس ب "الوقوف إلى جانب السكان ضد الاعتداءات الهمجية". عادل أداسكو، فاعل أمازيغي، قال إن رسالة الإعلان عن مجموعة من المحطّات النضالية في مجموعة من المناطق المغربية فرضت نفسها لأن "الحوار الذي دخلنا فيه مع المسؤولين لم يخرج بأي نتيجة"، مذكّرا بالحوار مع سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، إثر الوقفة الأولى أمام البرلمان التي كانت شرارة انطلاق حَراك سوس، ومن بعده اللقاء مع عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، ثم اللقاء مع والي ولاية أكادير التي تجمع ثلاثة عمالات، دون أن يتمخّض عن ذلك أي شيء. وذكر أداسكو أنه إلى حدود الآن ما يزال الهجوم على ممتلكات الساكنة والتعدي على أراضيها مستمرا، وهو ما يعني أن الحوار لم يكن مجديا، ووضّح أن "هذه المحطّات ستتوّج بمحطّة مهمة هي مسيرة أكادير التي لها رمزية مهمة لأنها جاءت في الأسبوع الأوّل الذي يكون فيه ناس سوس بأكمله حاضرين، سواء الموجودين خارج أو داخل أدرار"، مضيفا أن هذه المشاركة "يعوَّل عليها لتكون لها رسالة وقوّة مهمة".