أثار ظهور مقطع فيديو جديد لاعتداءات الرعاة الرحل المستمرة على ساكنة سوس بمواقع التواصل الاجتماعي، غضب أعضاء تنسيقيات السكان المتضررين من الرعي الجائر بسوس، المكلفة بالحوار مع الحكومة والجهات المسؤولة للحد من بطش الرحل. ويظهر مقطع الفيديو مشاهد ارتكاب تعنيف جسدي ولفظي من طرف أفراد من الرعاة الرحل في حق أحد سكان منطقة سوس، مما يطرح تساؤلات حول دور السلطات المحلية في حماية الساكنة، ولماذا لم تحرك ساكنا بعد، علما أن الساكنة تعاني منذ أكثر من سنتين من كافة أنواع الاعتداءات على الممتلكات بالإضافة إلى التعنيف اللفظي والجسدي والذي وصل لدرجة القتل. وفي هذا الصدد، قال منسق تنسيقية سكان سوس المتضررين من الرعي الجائر و تحديد الملك الغابوي واستغلال المعادن ونشر الخنزير، عادل أداسكو، في اتصال هاتفي مع الأحداث المغربية حول ظروف تداول فيديو الاعتداء: " هذا اعتداء أخر على مواطن سوسي من طرف عصابة الرعاة الرحال وبطريقة همجية وسط سكوت تام لأجهزة الدولة والذي نستغربه ". وتابع أداسكو: " ينضاف هذا الاعتداء الي قضايا والاغتصاب والاختطاف والاحتجاز التي وقعت هذه السنة بكل من جماعة تومليلين بإدوسكا وجماعة تابيا بأيت علي وبمناطق أيت باها وتزنيت وترودانت ناهيك عن قتل المرحوم الغدايش (شهيد الأرض)، قبل سنتين، بعد تعذيبه وقطع يده من طرف الرعاة الرحل، فقط لأنه طالبهم بشكل سلمي بإخلاء ماشيتهم لأراضيه ". وتابع الفاعل الجمعوي، موضحا: " إن تعمد نشرهم للفيديو في هذا الوقت بالضبط، القصد منه استفزاز أبناء سوس وللتأكيد من خلالها على أنهم لا يهتمون بلقاءاتنا وحوارنا مع المسؤولين الحكوميين ولا تخيفهم مسيراتتا الاحتجاجية ". وأكد أداسكو في معرض جوابه عن سؤال حول مخرجات الحوار مع الحكومة والوزارات المعنية، قال:"سبق وأن جمعنا ( تنسيقية الرباط ) لقاء قبل ثلاثة أسابيع مع رئيس الحكومة حيث أكد لنا خلاله أنه يدعم ملفنا المطلبي، وكان من المقرر أن نجتمع هذا الأسبوع مع وزير الفلاحة وبعده وزير الداخلية لمناقشة مطالب التنسيقية، إلا أننا تفاجئنا صباح اليوم الخميس باتصال هاتفي من كاتب وزير الفلاحة يعلمنا بقرار تأجيل اللقاء إلى الأسبوع المقبل بسبب سفر مفاجئ للوزير خارج البلاد حسب قوله ". في السياق ذاته وفي ظل استمرار الاعتداءات واستمرار السلطات المحلية والمركزية في تبني سياسة "الأذان الصماء" تجاه مطالب التنسيقيات، وجهت تنسيقية أنفا للسكان المتضررين من الرعي الجائر بسوس نداء لكافة الفعاليات المدنية والمواطنين المنتمين لمنطقة سوس. ودعت التنسيقية من خلال النداء ذاته، ( حصلت الأحداث المغربية على نسخة منه )، إلى تكثيف الجهود والحضور بكثرة لإنجاح مسيرة يوم الأحد المقبل 25 نونبر بمدينة الدارالبيضاء، التي سبق أن أعلنت عنها تنسيقية أنفا قبل أسبوعين، في حين أعلنت تنسيقية (الرباط) للسكان المتضررين بسوس، يوم أمس الأربعاء، عن مشاركتها رسميا في المسيرة، وذلك لإيصال مطالب الساكنة إلى الجهات المعنية لوضع حد للجحيم الذي يعيشه " السواسة " في عقر دارهم وبأراضيهم. والجدير بالذكر أن العديد من الجمعيات المدنية على شكل تنسيقيات تمثل ساكنة سوس المتضررة من الرعي الجائر وتحديد الملك الغابوي ونشر الخنزير البري، تناضل منذ مدة لإيصال ملفها ألمطلبي للسلطات المعنية، الشيء الذي تحقق بعد استقبال رئيس الحكومة لممثليها بمدينة الرباط لفتح قنوات للحوار، في انتظار مخرجات اللقاءين المبرمجين مع كل من وزير الفلاحة والصيد البحري وكذا وزير الداخلية، في الأيام القليلة المقبلة.