انتقلت الفعاليات الأمازيغية إلى خطوات أكثر جرأة في تعاطيها مع الاعتداءات المتتالية التي تصدر عن الرعاة الجائرين في حق سكان سوس، بعد أن "أعلن فاعلون عن تنظيم وقفة أمام البرلمان المغربي يوم الجمعة المقبل، احتجاجا على التزايد المخيف لمعاناة السوسيين جراء الهجمات التخريبية للرعاة الرحل الذين يترامون على ممتلكات الناس، ويعيثون فيها فسادا". وفي نداء إلى الوقفة التي ستنظم يوم الجمعة القادم، قالت الجهات الداعية لها إن "الرحل يمارسون عنفا وحشيا ضد مواطنين يدافعون عن ممتلكاتهم، أمام تقاعس السلطات التي تبدو متواطئة بشكل مكشوف مع الرعاة، على حساب أمن وسلامة السكان، رجالا ونساء". وكانت مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي قد وثقت حالات اقتياد أشخاص من سكان منطقة إدوسكا، ضواحي إقليمتارودانت، وتعريضهم للتعنيف وتجريدهم من ملابسهم من قبل ملثّمين، قيل في التعاليق المرافقة لتلك المقاطع إنهم من الرعاة الرحل. كما انتشرت عبر تطبيق "واتساب" مقاطع صوتية لرجال ونساء يطالبون ب"التدخل لتحرير أبناء المنطقة من أيدي الرحل". وفي هذا الصدد، قال عادل أداسكو، رئيس الجمعية الثقافية لإدوسكا: "الجميع تابع عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات الاختطاف والاعتداء والتعذيب الذي تعرض له 4 شباب من أبناء إدوسكا أوفلا، علي يد ميلشيات الرعاة الرحل المعتدين الذين تأكد لنا مغادرتهم المنطقة هربا من أي رد فعل من أهالي الضحايا أو الساكنة". وأضاف أداسكو، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الضحايا قدموا تصريحاتهم الكاملة للدرك بمركز آيت عبد الله، ومازالوا ينتظرون أن تأخذ المسطرة القضائية طريقها القانوني"، وتساءل: "لماذا لم تتدخل الشرطة القضائية لفتح تحقيق في فيديوهات التعذيب التي انتشرت علي مواقع التواصل الاجتماعي علما أنها عادة ما تدعو إلي ذلك كلما انتشر فيديو تعذيب أو اختطاف أو سرقة؟". وأردف المتحدث: "الواقعة أثرت في ساكنة أدرار (الجبل)، حيث جعلت الكل يستغرب من تحيز السلطة والمنتخبين الواضح لصالح الرعاة الرحل الجائرين"، وزاد: "أبناء المنطقة فقدوا ثقتهم في المسؤولين إلى درجة أن بعض ردود الفعل من طرف العديد من أبناء المنطقة تدعو إلى المواجهة المباشرة مع الرعاة، ما دامت السلطة لا تتحرك وعندما تتدخل تكون إلى جانب الرعاة المنتهكين لأراضي السكان الأصليين". وأشار أداسكو إلى أنه سبق له أن حذر من حدوث مثل هذه الانزلاقات، وحمّل المسؤولية للسلطة لتقاعسها وعدم تدخلها في الوقت المناسب، معتبرا أن الدليل على ذلك "هو ما حصل للضحايا الأربعة الذين تعرضوا للاختطاف والاعتداء علي الساعة الحادية عشر صباحا، ولم تتدخل السلطة إلا بعد التاسعة ليلا مرفوقة بسيارة إسعاف". وختم الفاعل الأمازيغي تصريحه قائلا: "إننا نحمل المسؤولية لما يحصل لأبناء إدوسكا أوفلا من قمع وترهيب وتخويف للسلطة المحلية وأعوانها، ولرئيس جماعة تومليلين، ولجميع أعضاء المجلس الذين تأكد أن لا دور لهم في تسيير شؤون الجماعة".