لم تحقق مفاوضات المغرب مع جبهة البوليساريو في مانهاست بأميركا طيلة ثلاثة أيام من 7 إلى 9 يناير حول المحافظات الصحراوية نجاحا يذكر باستثناء إعلان الطرفين عن موعد الجولة الرابعة بالمنطقة نفسها شهر مارس المقبل من 11 إلى 13 منه. "" من المتوقع أن يبدأ المغرب في القريب العاجل تسويق فكرة تطبيق مشروع الحكم الذاتي في المحافظات الصحراوية، وقال عضو في المجلس الاستشاري الملكي للشؤون الصحراوية، " إننا لا يجب أن ننتظر ما ستفرز عليه المفاوضات، وأن على المغرب أن يبدأ تطبيق الحكم الذاتي في المحافظات الصحراوية. هذا الموقف عبر عنه المفاوضون المغاربة، فقد قال وزير الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري أن المغرب "يشعر بأنه تمكن من تحريك خيوط هذه القضية من خلال اقتراحه قبل عدة أشهر منح حكم ذاتي موسع" للصحراء. وأضاف الوزير المغربي أنه إذا لم يكن من السهل بالنسبة للمغرب تصور وإعداد و قبول مشروع للحكم الذاتي، ونحن اليوم مستعدين لهذا الخيار وننتظر ان ينخرط فيه الطرف الآخر، وأوضح "إذا ما تمادى في الاصرار على موقفه فسيكون مسؤولا ليس فقط أمام شعوب المنطقة بل كذلك أمام المجتمع الدولي برمته". وتهدف خطة المغرب المقبلة إلى الضغط على فان فالسوم المبعوث الخاص للأمين العام الأممي في الصحراء خلال زيارته المقبلة كي يقنع الجزائر بالتأثير على البوليساريو بقبول المخطط المغربي أو دفع الجزائر إلى تليين مواقفها، وكان وزير الداخلية المغربي دعا الممثل الخاص للأمين العام أن يدفع بالجزائر وموريتانيا، باعتبارهما ملاحظين في المفاوضات، أن يلعبا دورا ايجابيا من أجل البحث عن حل نهائي لهذا النزاع بما يخدم مصلحة المنطقة. وقال عضو الوفد المغربي الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية والتعاون، في تصريح له عقب انتهاء مفاوضات الجولة الثالثة أن المنطقة جميعها معنية بالتهديد الإرهابي"، وأضاف "من مصلحتنا تسريع التوصل إلى حل للمشكل من أجل العمل في ما بعد سويا على تحقيق أمن المنطقة"، وعبر عن أسفه مما سماه "تصلب الجزائر" الداعم السياسي لجبهة البوليساريو. وأشار الطيب الفاسي الفهري إلى أن البوليساريو "يواصل ترديد خطاب سنوات السبعينيات". وبخصوص الجولة الثالثة قال الوزير إن المغرب شرح بكل وضوح "أن الخيار الحقيقي المطروح اليوم ليس بين الإستفتاء المؤدي الى الاستقلال كخيار، وبين الحكم الذاتي، بل ان الخيار السياسي والاستراتيجي الحقيقي الذي يطرح نفسه اليوم هو ما بين الفرصة التي يمثلها الحكم الذاتي الحقيقي والجوهري وبين حالة الجمود". وفي حديثه عن الموقف المغربي في المفاوضات، قال وزير الخارجية "موقفنا ديموقراطي ومطابق تماما للشرعية الدولية وللمعايير الدولية في هذا المجال. لقد بذلنا جهودا وتقدما حقيقيا". أما رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية خليهن ولد الرشيد فقد تحدث عن تناقضات "البوليساريو" الذي يستعمل لغة مزدوجة: لغة التهديد بالعودة الى الحرب تارة، ولغة التهدئة تارة أخرى، ووصف هذا بنوع من "السكيزوفرنيا " التي يعيشها " البوليساريو"، واعتبرها حالة ارتباك بعد المبادرة المغربية، وأضاف "البوليساريو" قد بقي حبيس أوهامه التي بدأت تنهار الواحدة تلو الاخرى مع احتكاكها بالواقع وخاصة أسطورته المتمثلة في تنظيم الاستفتاء والذي تبين انه غير قابل للتنفيذ باعتراف الاممالمتحدة نفسها. تهديد البوليساريو بالعودة إلى حمل السلاح، كان حاضرا في تعليقات المسؤولين المغاربة المفاوضين، إذ قال محمد ياسين المنصوري، المدير العام للدراسات والمستندات، إن تلك الاستفزازات لا يمكن للمغرب إطلاقا أن يسمح بها. وأضاف " لقد اخترنا ضبط النفس والتحلى بالصبر من منطلق أن هذه المسألة جد دقيقة , والمغرب بقدر ما هو منفتح , وعلى استعداد للمضي قدما في مسلسل المفاوضات, بقدر ما لا يمكنه القبول المساس بوحدته الترابية وبأمنه واستقراره. أما وزير الداخلية ورئيس الوفد المغربي شكيب بنموسى، فقد أكد أن المغرب شارك في الجولة الثالثة من المفاوضات حول الصحراء " بحسن نية وإرادة قوية من أجل الدخول في محادثات جادة"، وعبر عن أسفه لكون الطرف الآخر بقي متشبثا بمواقفه السابقة على الرغم من نداءات المجتمع الدولي والجهود التي بذلها المغرب. وقال بنموسى إن المغرب شارك في الإعداد لمبادرة الحكم الذاتي، التي خلقت دينامية جديدة مكنت من تجاوز المأزق آملا " من الطرف الآخر أن يبذل نفس المجهود ويغير مواقفه الجامدة لتقريب وجهات النظر، لكن للأسف لم يحصل ذلك. وأضاف ان المغرب يرى أن مبادرته للحكم الذاتي تشكل حلا توافقيا بعد أن قوبلت بشكل ايجابي من قبل المجموعة الدولية التي وصفتها بالجادة و ذات المصداقية.