تنطلق غدا الأحد بمانهاست الأمريكية الجولة الرابعة من المفاوضات بين المغرب والبوليساريو، وسط توقعات بأن تستمر حالة الجمود لبعض الوقت في المواقف المعبر عنها إلى حد الآن. الوفد المغربي، حسب وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة خالد الناصري، سيكون «مطوقا بنفس الرغبة الإيجابية التي ميزته على الدوام»، ويريد من الطرف الآخر، المتمثل في البوليساريو، «أن يطور موقفه حتى ينسجم مع توجهات الأممالمتحدة التي تلح على ضرورة إيجاد الحل السياسي المتوافق عليه»، مشيرا، في تصريح ل«المساء»، إلى أن المغرب قدم مشروعا اعتبره المنتظم الدولي يتسم بالجدية والمصداقية، طالبا من البوليساريو «موقفا يتسم أيضا بالجدية والمصداقية». وحول أسباب وخلفيات تأجيل انعقاد هذه الجولة عن موعدها الذي كان مقررا يوم 11 مارس الجاري، أوضح الناصري أن هذه المسألة ثانوية ولا يعيرها، كناطق رسمي باسم الحكومة، أي اهتمام. من جانبه، اعتبر رشيد الدويهي، عضو الوفد المغربي المفاوض الذي توجه أمس الجمعة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، الحملة الإعلامية التي قادتها الجزائر مؤخرا ضد المغرب غير مبشرة في ما يتعلق بهذه الجولة، مضيفا، في تصريح ل«المساء»، أنه، بالنظر إلى هذه المعطيات، فإنه لا يتوقع حصول أي جديد في ما يخص هذه الجولة الرابعة. ويبدو أن الطرف الآخر يبادل نظيره المغربي نفس الارتسام في ما يتعلق بهذه الجولة، حيث أوضح محمد سليمى، مستشار وزير الإعلام في حكومة البوليساريو، في تصريح ل«المساء»، أنه استنادا إلى تصريحات مبعوث الأممالمتحدة فان والسوم عقب الجولة التي قام بها الشهر الماضي إلى المنطقة، فإن الطرفين معا مازالا، إلى حد الآن، متشبثين بمواقفهما المسبقة، الأمر الذي ينبئ بأن هذه الجولة لن تحرز أي جديد، مضيفا في السياق ذاته أن هذه الجولة ستتأثر، إلى حد بعيد، بالتطورات التي حددت خلال الأيام الأخيرة، والمتمثلة في ما اعتبره انتهاكات لحقوق الإنسان طالت ناشطين صحراويين وتدهور أوضاع البعض منهم داخل السجون المغربية، إلى جانب ما اعتبره تصعيدا عسكريا من لدن المغرب، في إشارة إلى المناورات العسكرية التي قامت بها القوات المسلحة الملكية بجوار الجدار الأمني العازل، وحشد عدد من الجرافات العسكرية بالقرب من منطقة المحبس. وحسب سليمى، فإنه لن يطرأ أي تغيير على مستوى تركيبة الوفد الصحراوي المفاوض، مبرزا من ناحية أخرى أنه، نظرا لجمود المواقف المعبر عنها إلى حد الآن، لم يجتمع مكتب الأمانة العامة للجبهة بمفاوضيه، واكتفى، خلال الأسبوع المنقضي، بعقد اجتماع خاص به تطرق فيه إلى الاستعدادات المتعلقة بهذه الجولة. إلى ذلك، أكد سفير الجبهة بالجزائر، إبراهيم غالي، أن نجاح الجولة الرابعة لمفاوضات مانهاست، مرهون بإرادة المغاربة في الامتثال إلى اللوائح الأممية الأخيرة حول الصحراء. كما كشف في تصريحات، عممتها الصحافة الجزائرية، عن الزيارة المقبلة لألف مواطن أوروبي للصحراء للتنديد بالجدار الأمني العازل. وأوضح أن ممثلين عن منظمات غير حكومية وعن المجتمع المدني والتشكيلات السياسية القادمين، لاسيما من إسبانيا وفرنسا وايطاليا وسويسرا، سيقومون بزيارة للصحراء تدوم أسبوعا، وقال إن حوالي ألف شخص سينتشرون على طول الجدار للتنديد بهذا الخط، مشيرا إلى أنه سيتم توجيه نداء إلى المجموعة الدولية والأممالمتحدة بغرض إزالة الجدار.