على بعد أسبوع من موعد انطلاق الجولة الرابعة من المفاوضات بين المغرب والبوليساريو. توقع أحد أعضاء وفد البوليساريو المفاوض أن تستمر حالة الجمود لبعض الوقت في المواقف المعبر عنها لحد الآن. وابرز سيدي محمد عمر وهو باحث أكاديمي في دراسة نشرت له بمجلة «كمبردج الدورية للشؤون الدولية» ذائعة الصيت. انه بالنظر إلى عدم رغبة الدول النافذة في مجلس الأمن في الضغط باتجاه أي حل فإنه «لا تبدو ثمة إمكانية للحل في المستقبل المنظور، ومن المتوقع أن يستمر الوضع الراهن على ما هو عليه لبضعة شهور». واعتبر مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب «محاولة جديدة للحصول على الاعتراف الدولي لضمّه لإقليم مازال خاضعا لتصفية الاستعمار»، معتبرا إياه يعارض معنى وجوهر حق تقرير المصير الذي هو حق غير قابل للتصرف تمارسه الشعوب المستعمرة». لكنه تغاضى بالمقابل على كون مقترح الحكم الذاتي هو أحسن تجسيد لمبدأ حق تقرير المصير. محمد عمر اعتبر عضو البوليساريو المفاوض لدى تعرضه لآفاق الحل أن «الوضع في الصحراء يبقى غير مستقر، حيث يمكن أن يفتح على احتمالات عدة»، كما تساءل إذا ما «سيفضي هذا الوضع إلى حل نهائي للنزاع أو إلى استمرار حالة الجمود أو إلى ما هو أسوأ، أي تجدد القتال». ويشير الباحث إلى أن «إحدى الاحتمالات ربما تكمن في دخول الطرفين جبهة البوليساريو والمغرب في مفاوضات حقيقية ومن غير شروط مسبقة لبلوغ حل سياسي مقبول لدى الطرفين طبقا لقرار مجلس الأمن 1754»، غير أنه يستدرك قائلا «لكنه وبالنظر إلى تاريخ المفاوضات السابقة بين الطرفين، حيث تم فيها التوصل إلى اتفاقيات صادقت عليها الأممالمتحدة . فإن المفاوضات قد لا تقود إلى أية نتائج ملموسة ما لم تدخل في المعادلة عوامل أخرى». من جهة أخرى يرى حسان بوقنطار أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط أن ما عبر عنه هذا الباحث الأكاديمي يعبر عن مدى التطور الذي وصل إليه البوليساريو و الذي جاء مخالفا للتصورات السابقة التي عبر عنها خلال الفترة الأخيرة المتعلقة بتوطين منطقة تيفاريتي والتهديد بحمل السلاح. كما أن هذا التطور يؤكد الخلاصات التي توصل اليها المبعوث الشخصي لام المتحدة فالسوم للمنطقة . وأشار بوقنطار في تصريح ل«المساء» ان المغرب قد قدم لحد الآن أقصى ما يمكن ان يقدمه وهو الحكم الذاتي. مضيفا ان ما عبر عنه هذا الباحث الصحراوي كان منتظرا ولم يأتي بجديد. خاصة وأن الجولة الرابعة المقررة يوم 16 ماس الجاري من المحتمل أن تشهد تعميقا للنقاش في النقط التي تقدم بها المغرب. وانه إذا لم يتفاعل معها الطرف الصحراوي بالكيفية المطلوبة فإن احتمال فشل هذه الجولة سيبقى واردا. إلى ذلك ابرز مصطفى ناعمي الباحث في الشؤون الصحراوية أن تصريحات عضو الوفد الصحراوي وإن أخذت لبوسا أكاديمية فإنها تأتي للرد على تصريحات سابقة للخارجية المغربية بخصوص مستقبل هذه المفاوضات. مضيفا في تصريح ل«المساء» أن المفاوضات في الوقت الراهن لا ينتظر منها أن تأتي بجديد. وانه يتطلب مزيدا من الوقت حتى تلين مواقف أطراف النزاع. على اعتبار يوضح ناعمي أن قبول البوليساريو بالحكم الذاتي في الظرف الراهن يعني نهاية حتمية لها.