مرافعة 1: يشكل سعد لمجرد ظاهرة فنية ممتدة في جغرافيا الناس و الفن. استثمر موهبته الفنية ومؤهلاته الموسيقية وطلاسم العولمة ثم (قَبول سيدي ربّي)، ليُحلّق خارج السرب، ويصدح بكل ما أوتي من جمال صوب كلّ القارات مخترقا قلوب المعجبين، ومنتشيا بمغربية خلاياه. قد نختلف في تقييمنا لأثره الفني بين مستمع غير مُبال و مستمع شديد الإعجاب، وبين ناقد موضوعي و ثرثار كثير الأحقاد. لكن لا أحد من هؤلاء يستطيع أن ينكر ما حقّقه من انتصارات للدارجة و للأغنية و للمغرب؛ حيث وسّع من انتشار دارجتنا وأغنِيّتنا المغربيتين، وقوّض مركزية المشرق فنّيا وأبوية شركاته وفنّانيه وأثبت قدرة الهامش على الإبداع و التنافسية. وهذا سبب كافٍ حتى نقف بجانبه في محْنته وندعم موقفه من جهة. وحتى نفصِل بين تجربته الاجتماعية وتجربته الفنية من جهة أخرى. فالفنّان له حياته الخاصة وحدوده المظلمة التي تحكمها ظروف اجتماعية مختلفة وسياقات ثقافية متعددة؛ تتغيّر معها معايير الحلال والحرام، المسموح وماشي مسموح، الحشومة وما كاين مشكل. ومن ثمة وجب على جمهور المتلقين احترام هذه التجربة بكل ما تحمله من خصوصيات ومناطق مظلمة. كما للفنان تجربته الفنية التي تحكمها ضوابط جمالية كونية وسياقات دلالية متحررة. وتبقى للمتلقي كامل الحرية آنذاك في تقييم هذه التجربة ونقد جمالياتها وتأويل دلالاتها. مرافعة2: ما يتعرّض له سعد لمجرد من هجوم شرس من طرف بعض وسائل الإعلام لا مبرّرات موضوعية له تسمح بمصادرة إبداعه أو التحفظ منه ولو ثبتت التهم المنسوبة إليه. لأنّ أغانيه صادرة عن تجربة جماعية ورؤية فنية مشتركة بين كُتّاب الكلمات والملحنين والموزّعين والمخرجين من جهة وبينه -بصفته مطربا- من جهة ثانية. ومن ثمّة يكون من الحيف رهن تجربة فنية جماعية بقضية اجتماعية شخصية (سعد=الإنسان) لم يثبت القضاء بعد مدى صحتها أو بطلانِها. وحتّى إن أثبت صحّتها فإنّها لا تنقص من قيمة سعد الفنان. وعلى الرّأي العام المضاد أن يتحلى بروح النّقد البنّاء ويعِي خطورة ادِّعاءاته، وأن يحترم الحياة الخاصة لسعد ومسؤولية اختياراته. ويتجنّب الاسترزاق من محنته العسيرة، ويقدّر تفوّق تجربته الإبداعية التي هزّت مركزية الشرق. مرافعة3 : - نظرية المؤامرة قائمة بشقّيها السيّاسي والفنّي. - الوسط الفنّي ذو طبيعة خاصة وساهل الواحد يتّبلى. - فرنسا زادت فيه بهذ قانون التحرش (ياك دخلات للاوطيل بخاطرها). - الحبيب الحبيب فرج الله قريب. حكم نهائي: في حق الشامتين: اللي ما عذر دبا يتبلى.