انتشرت بمدينة المحمدية ونواحيها، مجددا، الكلاب الضالة، التي صارت تتجول على مرأى المواطنين الذين أعربوا عن تذمرهم من هذا الوضع. وباتت الكلاب الضالة القادمة من دواوير الجماعات القروية المحيطة بمدينة المحمدية تؤرق بال المواطنين المتخوفين من أن تتسبب عضاتها، خاصة للأطفال، في مرض الصرع؛ الشيء الذي دفع العديد منهم إلى مناشدة السلطات التدخل لوقف تزايدها. هذه الظاهرة تجثم بثقلها على المسؤولين من منتخبين وسلطات عاملية، على الرغم من إقدام المجلس الجماعي للمدينة على إبرام اتفاقية مع إحدى الجمعيات تعنى بتعقيم وتلقيح هذه الحيوانات. وتنتشر الكلاب الضالة هذه الأيام في معظم الأحياء والشوارع الرئيسية بالمدينة؛ ما يجعل الكثير من المواطنين يتخوفون منها، ناهيك على التأثير على صورة "مدينة الزهور" لدى زوارها. ويطالب سكان المحمدية السلطات المحلية والمصالح المختصة بالجماعة بالتدخل لوضع حد لانتشار هذه الكلاب، تفاديا لأي إصابة قد يتعرضون لها من طرفها. وقالت مسؤولة بإحدى الجمعيات النشيطة في المجال، كانت تقوم برعاية الكلاب الضالة بدوار "الكريشات" بجماعة الشلالات القروية، في تصريح لهسبريس، إن عددا من الحيوانات الضالة "تم تعقيمها وتطبيبها، وبالتالي فغالبيتها لا تشكل خطرا على المواطنين". وعبرت المتحدثة نفسها عن أمل الجمعية في إيجاد مقر مؤقت لاحتضان هذه الحيوانات، بعدما طلب منهم إفراغ المكان الذي كانوا يستغلونه بإحدى الضيعات، مشيرة إلى أن منحهم مقرا والمساعدة في المصاريف المالية التي يتحملها أعضاء الجمعية، "سيمكن مدينة المحمدية من القضاء على انتشار الكلاب الضالة". ويرفض الحقوقيون إقدام السلطات على قتل الكلاب الضالة بالرصاص، ويشددون على ضرورة تعقيمها تفاديا لتكاثرها بدل قتلها بطريقة وحشية تثير الغضب والاستياء، مثل ما حدث قبل أيام بمدينة الناظور؛ الشيء الذي حدا بالفعاليات الجمعوية والمهتمين بالرفق بالحيوان إلى تنظيم وقفات احتجاجية بمدن مغربية عدة.