تجد السلطات المحلية في مدينة طنجة متاعب عدة في محاربة مشكلة الكلاب الضالة، وذلك بعد شروع المغرب في تفعيل التزاماته بخصوص الاتفاقيات الدولية الموقعة عليها، والمتعلقة بمجال حقوق الحيوانات الأليفة، حيث تم تعليق العمل بطريقة القنص التقليدية، في الوقت الذي تعرف هذه الأصناف الحيوانية تكاثرا طبيعيا سريعا، وهو ما جعل المصالح المختصة أمام أزمة حقيقية بعد تزايد شكاوى المواطنين المتضررين. في هذا الصدد، كشف عبد السلام العيدوني، النائب السابع لعمدة طنجة، المفوض له بتتبع مكتب حفظ الصحة والمراقبة، بأن وضعية انتشار الكلاب الضالة وصلت إلى "درجة كارثية"، على حد وصفه، مضيفا أن هناك مجهودات تبذل، آخرها توقيع اتفاقية شراكة بين جماعة طنجة، مع جمعية تعنى بالرفق بالحيوانات الأليفة الضالة، وتمويلها بغلاف مالي قدره 30 مليون سنتيم خلال السنة الحالية، من أجل مكافحة الكلاب الضالة وإيواءها وتلقيحها وتغذيتها، وتعقيمها قصد الحد من تكاثرها الطبيعي. وفي تشخيصه لأسباب انتشار الكلاب الضالة في الآونة الأخيرة، أبرز العيدوني في حديث له مع "اليوم24″، أنه منذ تعليق العمل باستعمال الرصاص الحي، بسبب احترام التزامات الجماعة في مجال حقوق الحيوانات الأليفة، ارتفعت أعداد هذه الكائنات داخل المجال الحضري، موضحا بأن دراسة أعدها المجلس بهذا الخصوص، أظهرت أن كل كلب يتم القضاء عليه يعوضه آخر في نفس المكان، إما بسبب التكاثر الطبيعي المستمر، وإما بسبب الهجرات من مناطق قروية مجاورة للمدينة. وأمام هذه الصعوبات، كشف المتحدث أن مصالح قسم حفظ الصحة الجماعي، عقدت في الفترة الأخيرة، اجتماعات مكثفة في ولاية طنجة، ومع مجالس المقاطعات، حيث تم الاتفاق على ضرورة مواكبة الجهود المبذولة على الصعيد الميداني، من طرف فرق مكافحة الكلاب الضالة التابعة لقسم الصحة، بإطلاق حملات تحسيسية في الجماعات القروية المحيطة بعاصمة البوغاز، والتي أصبحت مصدرا رئيسيا لأعداد متفاوتة من الكلاب الضالة كل يوم. وسرد المتحدث ذاته إحصائيات تقديرية لعدد الكلاب الضالة داخل المجال الحضري لمدينة طنجة، مبرزا أنها تجاوزت السنة الماضية 9 آلاف كلب ضال، وهو رقم مهول حسب قوله، مشيرا إلى أنه خلال الشهرين الماضيين فقط، تم القضاء على أكثر من 450 كلب، في إطار حملة تطهير عبر القتل بالرصاص والتسميم، إلى جانب الإجراءات العادية التي يتبعها موظفو قسم الصحة، والتي لا تبقى مردوديتها ضعيفة، لا تتعدى 7 گلاب في اليوم، بسبب استعمال إبر الموت البطيء. أمام هذه التحديات المطروحة، أوضح المصدر نفسه أن جماعة طنجة اتفقت مع جميع المصالح المعنية، بتكثيف الجهود للحد من المعضلة، حيث تم توفير دراجات ثلاثية العجلات لمجالس المقاطعة الأربع، من أجل التجند لمحارب الكلاب الضالة، وذلك في إطار تقاسم الأعباء المشتركة مع الجماعة. بالموازاة مع ذلك، شرعت جمعية "مأوى الحيوانات بطنجة" في تنزيل اتفاقية الشراكة مع مجلس الجماعة، حيث تم توفير فضاء لإيواء الحيوانات الأليفة الضالة موضوع التدخل، وتحويل الاعتماد المالي إلى حساب الجمعية، في حين ستقوم هذه الأخيرة، بإجراء عمليات التعقيم للكلاب الضالة داخل المجال الحضري للمدينة، ووضع علامات متفق عليها مع الجماعة على أذن هذه الحيوانات، وتلقيحها ضد الأمراض المنقولة وداء السعار، وتعقيمها للحد من توالدها وتكاثرها الطبيعي.