في خطوة تصعيدية جديدة، اقتحم العديد من المكفوفين مقر وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، ثم صعدوا إلى سطح المبنى الكائن بحي أكدال بالعاصمة الرباط، رافعين شعارات تحتج على "وضعيتهم المزرية وعلى التملص من الوعود التي تصدرها الحكومات المتعاقبة"، منادين ب"التوظيف في أسلاك الوظيفة العمومية" ومراعاة أحوالهم "التي لا تسر أحدا". الاقتحام الذي نفذته "التنسيقية الوطنية للمكفوفين المعطلين حاملي الشهادات"، حمل خلاله المكفوفون قناني بلاستيكية مليئة بالبنزين، مهددين بشربه وإحراق أنفسهم في حالة عدم تدخل الوزارة من أجل إنصافهم وتمكينهم من كافة حقوقهم المشروعة. ورفع المكفوفون المحتجون العديد من الشعارات المنددة ب"سياسة الآذان الصماء"، من قبيل: "علاش جينا واحتجينا على التوظيف ليبغينا"، و"ناضل ناضل يا كفيف حتى تحقيق الأمنية"، و"يا كفيف يدك في يدي حتى تحقيق المطالب"، منتقدين "أكاذيب" رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، ووزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، بسيمة الحقاوي، التي لطالما وعدتهم بأن ملفهم "في طريقه إلى التسوية". وقال أحد المحتجين في كلمة له إن "المكفوفين وصولوا مرحلة نكون أو لا نكون، خصوصا بعد وعود رئيس الحكومة ووزيرة الأسرة والتضامن"، وطالب بحل جذري لقضيتهم، وإلا فإن الأمر سيضطرهم إلى اختيار الموت، مشددا على أنهم لن يخرجوا ب"رأس منحن" مما وصفها بمعركتهم النضالية المشروعة. وتساءل المتحدث عن "غياب الوزيرة بسيمة الحقاوي عن مقر الوزارة، بعد أن جاء المكفوفون إليها"، مطالبا بالكرامة والعيش الكريم والحرية، وقال: "نناشد الملك من أجل التدخل". تجدر الإشارة إلى أن المكفوفين يستخدمون في كل احتجاجاتهم أساليب تصعيدية خطيرة؛ إذ أقدموا خلال شهر مارس الماضي على الاعتصام في وسط قنطرة الحسن الثاني الرابطة بين العاصمة الرباط ومدينة سلا، صابّين البنزين على أجسادهم ولافّين أحزمة على أعناقهم، لتنقطع بذلك الطريق لأزيد من ساعة من الزمن قبل أن يتدخل الأمن لفض الاعتصام.