عشية مرور سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، أمام مجلس المستشارين من أجل تقديم الأجوبة عن أسئلة الجلسة الشهرية المتعلقة بالسياسة العامة، نفّذ عشرات المعطلين المكفوفين احتجاجاً غاضبا أمام بوابة مقر مجلس النواب، محاولين اقتحامه والدخول إلى باحته، للمطالبة بفرص الشغل. المعطلون المكفوفون حاولوا، اليوم الثلاثاء، إزالة سياج حديدي من البوابة الخاصة بولوج النواب إلى مقر المجلس بالقوة؛ وهو ما أدى إلى دخولهم في تدافع عنيف مع رجال الشرطة وأفراد من القوات العمومية، الذين حالوا دون الاقتحام الذي خطط له المحتجون. وتأتي عودة المحتجين الغاضبين، الملتئمين تحت لواء إحدى المجموعات الوطنية للمكفوفين المعطلين من حاملي الشهادات، إلى الشارع بعد أشكال احتجاجية سابقة وتصعيدية؛ أبرزها توقيف حركة سير "الترامواي" وسط العاصمة الرباط، وإقدامهم على محاولات الانتحار الجماعية بصب البنزين على أجسادهم وتكبيل أجسادهم أمام سياج مقر البرلمان، مرورا بالاعتصام أمام بيت عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق. ورفع المكفوفون المعطلون شعارات غاضبة أثناء احتجاجهم، تندد بالسياسة الحكومة تجاه ملفهم والتي وصفوها ب"اللامبالاة" و"التهميش المقصود"؛ وهو الملف الذي يضم مطالب الإدماج المباشر في أسلاك الوظيفة العمومية و"توفير العيش الكريم" و"رد الاعتبار لهذه الفئة". عضو بتنسيقية المعطلين المكفوفين عبّر عن غضبه تجاه ما أسماه "تهرب الحكومة، وخاصة وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، من الاستجابة لمطالبنا بالرغم من جولات الحوار الذي لم يأت بأي جديد سوى القمع وحرماننا في الحق في العيش الكريم"، بتعبيره. وأضاف المتحدث، في تصريح لهسبريس، قوله: "للأسف، نعيش، منذ أزيد من ست سنوات، في الشارع مطالبين بحقوقنا ولم نجد آذانا تنصت لمعاناتنا سوى الوعود الكاذبة"، مشيرا إلى أن "المشكل الذي عايشناه مع الحكومة السابقة يتكرر مع الحكومة الحالية، خاصة أن الوزيرة بسيمة الحقاوي ما زالت ماسكة بالملف ذاته خلال الولايتين الحكومتين".