في خطوة خطيرة، أقدم العشرات من المكفوفين المعطلين، مساء اليوم الجمعة، على الاعتصام في وسط قنطرة الحسن الثاني، الرابطة بين العاصمة الرباط ومدينة سلا، صابين البنزين على أجسادهم، ولافين أحزمة على أعناقهم، لتنقطع بذلك الطريق لأزيد من ساعة من الزمن، في وجه السيارات المارة. الاعتصام، الذي رفع شعارات قوية ضد حكومة سعد الدين العثماني، تدخلت الشرطة لفضه بالقوة، حيث حَّلَ العشرات من رجال الأمن بعين المكان لتشتيت المتجمعين، بواسطة الجر والركل والضرب، ليودع المعتصمون بعدها في سيارات الأمن بالرغم من عملية المقاومة الشرسة من قبل المكفوفين. ورفع الاعتصام شعارات قوية من قبيل: "علاش جينا واحتجينا.. الخدمة لي بغينا"، و" نرفعو شارة الزيرو.. للعثماني هاهيا"، و"شكون شافك يا المكفوف.. شكون شافك يا المعاق"، و"كالو سنة 2000 ماتبقاش البطالة.. لكن واقع الكفيف يكرس المهزلة"، ومطالبين بتوفير فرص الشغل، وبولوج أسلاك الوظيفة العمومية. أحد المكفوفين المعتصمين أورد، في كلمة الوقفة، أن الدولة تزرع الخوف واليأس، وتواجه مطالب المكفوفين بسياسة اللامبالاة والقمع، وعدم السماح لهم بالولوج إلى أبسط حقوقهم، "التي تتمثل أساس في الوظيفة العمومية". وسجل المتحدث أن المكفوفين لا مشكل لهم مع آلاف المواطنين العالقين بسياراتهم في القنطرة؛ لكن "خِدْمَة المكفوف تقتضي هذه الخطوة"، مضيفا أن "الدولة لا تبالي بحياة المكفوفين وأحوالهم الاجتماعية والاقتصادية"، وداعيا البقية إلى الصمود والثبات. وعاينت هسبريس، طيلة ساعة الاعتصام، مئات السيارات العالقة من مستهل شارع العلويين بحسان، حتى منتصف قنطرة الحسن الثاني مكان الاعتصام، حيث طالب المارون بنقل الاعتصام إلى مكان آخر؛ لأنهم يعرقلون حركة السير، قبل أن تتدخل قوات الأمن وتحول مسار السيارات المتوجهة إلى سلا، نحو شارع آخر. *صحافي متدرب