في خطوة تروم تطوير النسيج الصناعي لقطاع السيارات بالمغرب، أشرف مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، على تدشين أول مصنع للمجموعة الفرنسية نوفاريس بالمنطقة الصناعية بالقنيطرة؛ وهو مشروع سيمكن من تشغيل 225 عاملا مغربيا في أفق سنة 2020. ويندرج هذا الاستثمار في إطار عملية التوسع الدولية التي تشهدها المجموعة الفرنسية، بعد مُضي سنة واحدة فقط من تغيير الاسم – من "ميكابلاست كي بلاستيك إلى نوڤاريس"- وبعد افتتاح مصانع جديدة بكل من "ميوڤني" (رومانيا) وتشيواوا (المكسيك). ويوجد هذا المصنع، الأول لمجموعة نوڤاريس بإفريقيا الشمالية، بمدينة القنيطرة على بعد 15 كيلومترا فقط من المنشآت التي افتتحتها شركة PSA مؤخرا، وهذا يعكس "أحد التزامات مجموعة نوڤاريس الذي يتمثل في الاقتراب بشكل أكبر من زبنائها"، يؤكد مدير الشركة الفرنسية بيير بولي. وقد استفادت مجموعة نوڤاريس من دعم البنك الأوربي لإعادة البناء والتنمية الذي منحها قرضا لتشييد البنايات وشراء المعدات والآليات، حيث إن هذا المشروع يستجيب تمام الاستجابة لحرص البنك على تشجيع سوق السيارات بالمغرب. ويمتد المصنع على مساحة 10.700 متر مربع، ويتوفر على ورشة للطلاء مع غرفة نظيفة (salle blanche) وجناح خاص بالبرنيق الشفاف، ويوفر حلولا متكاملة لزبناء صناعة السيارات، من خلال استعمال آخر تقنيات حقن البلاستيك (l'injection plastique) واستعمال البرنيق. وسينتج هذا المصنع أنظمة وأجزاء المحركات – مصافي الهواء وأغطية المحركات الصوتية وكذلك الأجزاء الخارجية مثل الأعمدة، وواقيات الطين، وقضبان السقف (barres de toit)، وأغطية وقاية أسفل المحركات، وأجزاء داخلية، مثل لوحات أجهزة القياس. وفِي السياق، أكد وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، أن "هذا الاستثمار، الذي يسهم في تقوية تخصص الحقن البلاستيكي الموجه إلى السيارات، يهم سلسلة متكاملة تبدأ من الحقن البلاستيكي وتنتهي بتسليم المنتوج تام الصنع. وبالتالي، فهو ينسجم تماما مع الإستراتيجية الصناعية التي تتوخى تعزيز اندماج هذا التخصص بشكل راسخ". وأضاف المسؤول الحكومي، في تصريح لجريدة هسبريس، أن "مصنع القنيطرة يضم حاليا 70 مستخدما، ويُرتقب أن يتضاعف عدد العاملين، من الآن وحتى سنة 2019، لينتقل إلى 225 عاملا في أفق سنة 2020. وحسب الأهداف المحددة، فيُرتقب أن يمثل هذا الفرع حوالي 3 في المائة من رقم المعاملات العالمي لمجموعة نوڤاريس". وأورد وزير الصناعة المغربي أن الشراكة مع المجموعة الفرنسية قوية وتتقوى سنة بعد سنة بفضل سياسة الانفتاح التي ينهجها المغرب على محيطه الإقليمي والدولي، مضيفا أن "الشركة المعنية لها حضور قوي في عدد من الدول وحققت انتشارا واسعا يخلقها مناصب شغل مهمة للشباب. من جهته، أعرب بيير بولي، المدير العام لمجموعة نوڤاريس، في تصريح لجريدة هسبريس، عن سروره التام بافتتاح أبواب مصنع القنيطرة. وقال إنه "الموقع الإنتاجي الثالث الذي نفتتحه خلال سنة واحدة. وهذا ما يؤكد استراتيجيتنا وتطلعاتنا التنموية المنبثقة عن قناعة قوية". لافتا إلى أن "زبناءنا يبحثون عن قرب حقيقي على المستوى العالمي، وعن حلول متكاملة خاصة بخدمة واقعية وتفاعل أكبر". وتعد مجموعة نوڤاريس، التي يوجد مقرها الاجتماعي بفرنسا، مُوردا عالميا للحلول البلاستيكية، يصمم ويصنع المكونات والأنظمة المعقدة الخاصة بصناعة الغد للسيارات. وتوفر هذه المقاولة – المختصة في التقنيات المتقدمة للحقن البلاستيكي – منتوجات ذات تكنولوجيات عالية، مساهمة في تطوير سيارات أكثر نظافة وأخف وزنا وأكثر اتصالا عبر شبكة الأنترنت وأيسر استعمالا. وتزود مجموعة نوڤاريس فاعلين بارزين بقطاع السيارات والمصنعين ومصنعي المعدات الأصلية من الدرجة الأولى، وحققت نوڤاريس سنة 2017 رقم معاملات يقدر ب 1,2 مليار أورو. وحتى تاريخ 31 دجنبر 2017، كانت المجموعة توجد ب21 بلدا، وتضم 42 مصنعا، و7 مراكز للخبرة، و5 مراكز تقنية، و17 مركزا لخدمة الزبناء لتزويد زبنائها عبر العالم. وتوجد "نوفاريس" في 21 دولة، وتشغل 10000 موظف في 42 مركز إنتاج؛ وهو ما يجعل من "نوفاريس" واحدا من أكبر المزودين العالميين لحلول البلاستيك، الذي يصمم ويصنع مكونات والأنظمة المعقدة لصناعة السيارات الغد. وقد حققت الشركة في سنة 2017 رقم معاملات بلغ 1.2 مليار يورو.