رغم عودة العلاقات الدبلوماسية بينها وبين الرباط بعد عشر سنوات من القطيعة؛ تواصل جنوب إفريقيا، عدو المغرب الأول في قضية الصحراء، تحريض قادة إفريقيا ضد الوحدة الترابية للمملكة المغربية. رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوسا، حث يوم أمس السبت، خلال الجلسة الافتتاحية لقمة رؤساء الدول والحكومات لتنمية إفريقيا الجنوبية (ساداك)، الدول الأعضاء بالمنظمة على تقديم الدعم اللازم لجبهة "البوليساريو" الانفصالية لزيادة الضغط على المغرب. وأكد رامافوسا، في القمة التي تستضيفها ناميبيا، على مواصلة الحرب الدبلوماسية ضد الرباط لتنفيذ قرارات الأممالمتحدة لضمان انفصال الصحراء عن المملكة المغربية، داعياً إلى عقد مؤتمر تضامني دولي مع الجمهورية الوهمية. وتضم مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية في عضويتها 15 دولة، هي: جنوب إفريقيا، أنغولا، بوتسوانا، ليسوتو، ملاوي، موزمبيق، سوازيلاند، تنزانيا، زامبيا، زيمبابوي، ناميبيا، موريشيوس، الكونغو الديمقراطية، السيشل ومدغشقر. ويرتقب أن تحدد منظمة "ساداك"، برئاسة دولة ناميبيا، التي تعترف بالجمهورية الوهمية، موعداً قبل نهاية العام الجاري لحشد أكبر تضامن إفريقي مع "البوليساريو"، بعد دخولها مرحلة "الموت السريري"، وارتفاع عدد الأصوات المطالبة بطردها من منظمة الاتحاد الإفريقي. وكان الملك محمد السادس ورئيس جنوب إفريقيا السابق، جاكوب زوما، قد قررا، العام الماضي، فتح صفحة جديدة بين البلدين، والرقي بإطار التمثيلية الدبلوماسية من خلال تعيين سفيرين كاملي السلطة بكل من الرباطوبريتوريا من أجل توطيد العلاقة بين البلدين، والعمل سويا على تحقيق مستقبل واعد. ويواصل المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم في جنوب إفريقيا تأييده لجبهة "البوليساريو" الانفصالية، معرقلاً جميع المحاولات الإيجابية، التي تقودها أطراف من داخل بريتوريا لطي صفحة العداء بين المغرب وجنوب إفريقيا. ويقوم التنظيم الحزبي المتحكم في زمام نظام جنوب إفريقيا ب"حملات التضامن مع الصحراء من أجل جمع المساعدات الإنسانية وتنظيم مسيرات التضامن وعقد ندوات حول ملف نزاع الصحراء"، معتبرا أن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي لن تقلل من دعم جنوب إفريقيا لجبهة "البوليساريو". وكانت وزيرة العلاقات الدولية والتعاون الجنوب إفريقية، مايتي نكوانا ماشاباني، قد زارت المغرب أول مرة في يناير الماضي، في إطار مشاركتها في المؤتمر الوزاري من أجل أجندة إفريقية حول الهجرة. وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، إن المباحثات التي أجراها مع المسؤولة الجنوب إفريقية تأتي عقب اللقاء "المهم والتاريخي"، الذي جرى متم شهر نونبر الماضي بأبيدجان، على هامش أشغال القمة الخامسة للاتحاد الإفريقي الاتحاد الأوروبي، بين الملك محمد السادس، وجاكوب زوما، رئيس جمهورية جنوب إفريقيا آنذاك.