إلتقى زعيم جبهة البوليساريو ابراهيم غالي، الذي يقوم بزيارة لجنوب إفريقيا في محطته الإفريقية الرابعة، صباح اليوم الثلاثاء، الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوسا، في مدينة تشوان القريبة من العاصمة بريتوريا. وعقد الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوسا إجتماعا مغلقا مع زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، إذ حملت أجندته مباحثات حول نزاع الصحراء، ومستجداته على المستوى السياسي بمجلس الأمن الدولي على ضوء القرار الأممي الأخير رقم 2414، وكذا على المستوى الميداني شرق الجدار الأمني، بالإضافة لتسليطها الضوء على سبل تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين. وجدد الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوسا، خلال اللقاء الأول الذي جمعه بابراهيم غالي دعمه لجبهة البوليساريو، مؤكدا مواصلة السير على نفس درب معاداة الوحدة الترابية للمملكة المغربية، خلفا لسلفه جاكوب زوما، مشيرا لتقديم جنوب إفريقيا الدعم لها على الصعيد الإقليمي جنوب القارة الإفريقية، ومنظمة الإتحاد الإفريقي وأجهزته، ثم على صعيد الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي. وتأتي زيارة زعيم البوليساريو لجنوب إفريقيا تحضيرا للدورة العادية الواحدة والثلاثين للقمة الإفريقية، في العاصمة الموريتانية انواكشوط، في الاول والثاني من يوليوز المقبل، إذ من المنتظر أن تشهد حالة نكاف وسجال سياسي بين طرفي نزاع الصحراء، خاصة وأن المغرب يسعى جاهدا إثر عودته للمنظمة الإفريقية إلى تسييج وتحجيم أطروحة الإنفصال التي سمحت بها سياسة الكرسي الشاغر المنتهجة منذ ثلاثة عقود مضت. وتعد جنوب إفريقيا إحدى أشد الأطراف المنافحة عن أطروحة إنفصال الصحراء بعد الجارة الشرقية الجزائر، حيث سخرت على مدى أربعة عشرة سنة، ومنذ إعترافها ب “الجمهورية الصحراوية” بتاريخ الخامس عشر من شتنبر من سنة 2004 كل جهودها لدعم جبهة البوليساريو. وكانت العلاقات المغربية الجنوب إفريقية، قد وصلت للباب المسدود، إذ إستدعت المملكة سفيرها في بريتوريا مباشرة بعد إعتراف حكومة الرئيس السابق ثابو مبيكي ب”الجمهورية الصحراوية” سنة 2004، في حين شهدت انفراجا كبيرا بعد اللقاء الرفيع الذي جمع الملك محمد السادس بالرئيس الجنوب إفريقي الأسبق جاكوب زوما، على هامش انعقاد القمة الأفرو أوروبية بالعاصمة العاجية أبيدجان في شهر نونبر من السنة الماضية، حيث خلص لوجوب ضخ دماء جديدة في العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين منذ أربعة عشرة سنة.