في خطوة غير مسبوقة، تجاهل سيريل رامافوسا، في خطاب رسمي بمناسبة تنصيبه رئيسا لجمهورية جنوب إفريقيا، السبت، إعلان التضامن مع جبهة "البوليساريو" الانفصالية، التي كانت ممثلة بزعيمها إبراهيم غالي في مراسيم حفل التنصيب. وجرت العادة في جنوب إفريقيا أن يتطرق الرؤساء الجدد في أول خطاب لهم إلى نزاع الصحراء المغربية وتجديد دعم بريتوريا لمطلب البوليساريو المنادي بالانفصال، لكن سيريل رامافوسا ركز في خطابه على إصلاح أحوال بلاده ومواصلة مكافحة الفساد. وتعول الجزائر على الحزب الحاكم في جنوب إفريقيا لمواصلة دعم "الجمهورية الوهمية"، غير أن عدم سير رامافوسا على خطى باقي الرؤساء السابقين خلف استياء كبيرا لدى الجزائر، التي خصصت طائرة فاخرة لضمان مشاركة إبراهيم غالي في مراسيم التنصيب. ووجه الملك محمد السادس برقية تهنئة إلى فخامة سيريل رامافوسا بمناسبة تنصيبه رئيسا لجمهورية جنوب إفريقيا. وأعرب العاهل المغربي لرامافوسا عن "أخلص التهاني وأصدق المتمنيات بالتوفيق في خدمة مصالح الشعب الجنوب إفريقي وتحقيق تطلعاته إلى المزيد من التقدم والازدهار". ولازالت علاقات الرباطوبريتوريا لم ترق بعدُ إلى مستوى التطلعات رغم عودتها رسميا بعد أزيد من عشر سنوات من القطيعة الدبلوماسية. وكان المغرب وجنوب إفريقيا قد اتفقا، خلال قمة الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي نهاية نونبر 2017 بأبيدجان، على العمل معا من أجل "مستقبل واعد"، إذ تقرر في هذا الإطار "تعيين سفيرين من مستوى عال بكل من الرباطوبريتوريا"، وتجاوز وضعية جمود العلاقات الدبلوماسية التي ميزت العلاقات الثنائية منذ عقود، بسبب اعتراف بلاد مانديلاً بتنظيم البوليساريو الانفصالي. وفي مارس الماضي، اندلعت "حرب دبلوماسية جديدة" بين المغرب وجنوب إفريقيا بسبب احتضان بريتوريا لمؤتمر إفريقي يدعم أطروحة الانفصال التي تروجها البوليساريو ضد المملكة، وهو الحدث الذي ردت عليه الرباط، بشكل مفاجئ، بتنظيم مؤتمر وزاري إفريقي، بمشاركة أزيد من 40 بلداً من القارة السمراء، حول دعم الاتحاد الإفريقي للمسلسل السياسي للأمم المتحدة بشأن النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية. وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، سبق أن دعا جنوب إفريقيا إلى العمل مع المغرب على انبثاق نموذج جديد للتعاون الإفريقي، وقال في حديث مع الأسبوعية الجنوب إفريقية "ذا صنداي تايمز" إنه "بدلا من الاستمرار في طريق مسدود، ينبغي على المغرب وجنوب إفريقيا العمل سويا من أجل تطوير نموذج للتعاون الإفريقي والتعاون جنوب-جنوب".