ترزح مئات الأسر القاطنة ب"حي العراقي"، الواقع بالمدخل الجنوبي الغربي لمدينة الدارالبيضاء، تحت معاناة يومية مع انتشار الروائح الكريهة للمياه العادمة التي يتم صرفها بشكل عشوائي في الأزقة الضيقة للأحياء العشوائية المنتشرة بالمنطقة. ورغم عشرات الشكايات التي تقدم بها سكان المنطقة إلى المسؤولين بعمالة النواصر وجماعة دار بوعزة منذ سنوات، إلا أن التجاهل ظل مصيرها وفق تأكيدات مجموعة منهم. سكان منطقة حي العراقي يضطرون كل يوم إلى المرور بمحاذاة سيول المياه العادمة القادمة من البيوت العشوائية بدواري "دراعو" و"عبد الحق"، والمتجهة صوب طريق الجديدة. وقال الناشط الجمعوي كمال التيسافي الإدريسي إن معاناة السكان مع المشاكل المرتبطة بالمياه الآسنة وغياب قنوات الصرف الصحي تفاقمت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وأصبحت مصدر مشاكل اجتماعية وصحية لا يمكن تحملها. وأوضح الإدريسي، في تصريح لهسبريس، أن "هذه المياه العادمة التي تصرف بشكل عشوائي في الأزقة، والمياه الآسنة المتراكمة في مراكز تجميع المياه العادمة بالتجمعات السكنية لمنطقة الرحمة، على بعد 2 كيلومتر من حي العراقي، أصبحت مصدرا للبعوض الذي يقض مضجع السكان ليل نهار، في حين تكتفي السلطات والمنتخبون بالتفرج لا غير"، وفق تعبيره. وأضاف المتحدث ذاته: "ما تجب الإشارة إليه هو أن جحافل البعوض والروائح الكريهة الآتية من تجمعات المياه الآسنة أصبح معها سكان العراقي مضطرين إلى إقفال نوافذ بيوتهم ليل نهار، في انتظار حل حقيقي يوفره المسؤولون". وأورد كمال الإدريسي أن "المنطقة تفتقر بشكل كبير إلى باقي المرافق الاجتماعية الكافية، فالمدرسة الابتدائية الواحدة تعاني من الاكتظاظ، كما أن هناك غيابا تاما لوسائل النقل العمومي وغيرها من المشاكل الإجتماعية الأخرى".