أضحت ساكنة دوار احجيون ببلدة فرخانة التابعة لجماعة بني انصار بإقليم الناظور، تعيش على واقعا مأساويا يهددها بالأمراض والأوبئة، بعدما حاصرتها المياه العادمة من كل جهة، إضافة إلى الروائح المزكمة للأنوف التي أصبحت تغطي المكان منذ أن تدخلت الأشغال العمومية بدعوى تهيئة المنطقة. ورافقت "ناظورسيتي"، عبد الرحيم بشاو، أحد سكان المنطقة، إلى عدد من النقط السكنية التي بدت غارقة في الأوحال والأزبال المحيطة بها من كل حدب وصوب، وأكد في تصريح له أن هذه المعاناة انطلقت مع بداية أشغال عمومية باشرها المجلس الجماعي بعدما اقنع المواطنين بأنه سيؤهل الدوار ليجعل يضاهي باقي أحياء بني انصار. وأضاف المتحدث ''أٌقنعونا بإلغاء المطامير التقليدية التي استعملتها المنازل لسنين طويلة في التخلص من المياه العادمة، وبعده بمدة صرنا نسبح في الواد الحار مهددين في سلامتنا الصحية بسبب الانتشار الواسع للأوبئة بالمكان‘‘. وغير بعيد عن مصب المياه العادمة غير المعالجة القادمة من مختلف أحياء جماعة بني انصار، يعاني أرباب المحلات التجارية وقاطني بعض المنازل من مشكل ثان يتمثل وفق المتحدث ل"ناظورسيتي"، في تحول المكان إلى مطرح عشوائي للنفايات والأزبال، الأمر الذي ساهم في انتشار الكلاب الضالة والوحيش ومختلف أنواع البعوض بالمنطقة وأضحى مهددا مباشرا لصحة الأطفال وكبار السن. الأوبئة، البعوض، والحشرات الضارة، إضافة للكلاب الضالة المنتشرة في المكان والروائح الكريهة المزكمة للأنوف، وتدفق المياه العادمة للمحلات التجارية؛ هي معاناة أضحى يتقاسمها سكان احجيون بشكل يومي دون إظهار الجهات المسؤولة لأي نية من أجل تخليصهم منها، في وقت يفضل فيه كبار السن والمرضى البقاء داخل بيوتهم خوفا من ما قد يلحقهم من أذى. ويطالب أهالي المنطقة المذكورة، من رئيس المجلس الجماعي للناظور، وعامل عمالة الإقليم، التدخل العاجل لإنقاذ اهالي "احجيون" من الأخطار المحدقة بهم، مؤكدين أن أي تأخر في معالجة المشكل قد يفاقم الوضع ويصعب مأمورية إنهائه.