تعيش الحديقة المتواجدة وسط مدينة بني أنصار، بالآونة الأخيرة، وضعا كارثيا وحالة مزرية بإمتياز ترزح من خلالها تحت وطأة الإهمال والتهميش، مما أصبحت لدى المتسكعين والمتشردين الذين يفدون على البلدة بالعشرات يومياً، مرتعاً لممارسة سلوكيات العربدة وإتيان كل أشكال الانحراف نهاراً، ومأوى لأخذ أقساط الراحة والخلود النوم بين أرجائها ليلاً. وضع الحديقة التي من المفترض أن تشكل متنفساً بالنسبة إلى ساكنة بلدة بني أنصار بغية قضاء أوقات ممتعة بين جنباتها، لم يقف عند هذا الحدّ فحسب، بل تحوّلت في الآونة الأخيرة على أيادي المتشردين والمختلين عقلياً إلى مطرحٍ لكل أنواع النفايات المنزلية والصناعية وغيرها من النفايات الصلبة، بحيث يستجيل معها على المرء أن يرتد عليها قصد أخذ غايته في التنزه وتزجية وقته، بسبب الروائح المزكمة للأنوف ومناظرها المقززة، ناهيك عن جحافل الكلاب الضالة التي تحتلها بالكامل مما يصبح المرور وسطها خطراً على سلامة المواطنين. فالوضعية التي تتواجد عليها الحديقة الوحيدة ببني أنصار، أضحت محط قلق يقض مضجع الساكنة، من جراء الأزبال المتراكمة على جنباتها وما ينتج عنها من روائح كريهة، والكلاب السائبة التي تستوطنها، والمشتردين والمنحرفين الذين يستغلونها لكل أشكال الإجرام منها تعاطيهم فيها للسكر العلني والتلفظ بالكلام النابي الخادش للحياء، الأمر الذي بات يساهم في تشويه صورة وسمعة مدينة بني أنصار ويتهدد مستقبل الناشئة. ففي تصريحه لموقع ناظورسيتي، قال "الهواري جيمي" بوصفه رئيس لجنة التعمير والبيئة والمجال الحضري، إن مصالح الأمن لم تتحرك من أجل إيقاف زحف المتشردين الذين تعاني معهم بلدة بني أنصار، ونفس الشيء مع الفراشة الذين يخلفون في آخر النهار كمّاً كبيرا من الأزبال بعد إنهاء نشاطهم اليومي، محولين بذلك وسط المدينة إلى جوطية عشوائية كبرى.