في وطني فارس مغوار يتقن رواية الأخبار يحارب الديك والفئران والأحجار. في بلادي كراكيز كالفرسان أشباح تسير في الأسواق تبيع الوهم والبهتان تختال عارية في أثواب من حرير وتدعي نخوة الإيمان بحلم كان يسمى في كتب التاريخ أوطان. في بلاد العرب فرسان تملك المال والأرض و الخيام وتنصب في ممالكها الأعلام والمشانق لمن يرفع صوته بالكلام يصرخ أو يئن من ألم فنحن في ممالك الصمت نصوم عن الكلام لأننا مجرد أرقام سبايا نباع في سوق النخاسة برخص الأثمان فنحن بغايا بلا شرف يستحق من فرساننا أن يصان. أجسادنا مستباحة لكل الغزاة ومن يملك المال والسلطان فنحن لم نستحق صفة الإنسان. من مكان إلى مكان ومن أرض إلى أرض نعيش كالغربان غرباء في بلاد العربان. وفرساننا يهرسون أضلعنا يدوسون بنعال الجند ما تبقى من كرامتنا ويخصون الأحلام حتى صرنا شعوب غلمان نساق مثل النعاج للدبح فلا كبش يقود القطيع ولا صوت يعلو فوق الثغاء نخاف حتى من بسمة ترسم على الشفاه بسمة الأمل. نخاف حتى من صرخة مخنوقة تخرج من حناجر أرهقتها المشانق. يا فارسنا الأوحد ما كان ربيعنا ربيعا ولا كان حلم الإنعتاق وضيعا أنت الذي بعت ما تبقى منا عبيدا وسبيت النساء وقتلت الحلم فينا رضيعا. يا وطني المكلوم من الصحراء إلى الصحراء أترى ليك فيك أمل أترك أملك فيك حبة رمل لا تكون لحدا أو سجنا. هذا الخراب فيك مقبرة تموت الكرامة فيها بلا أمل وتختال النذالة بلا خجل . آه يا وطني يدمى القلب عشقا فيك بلا وجل وتدمع العين من حزن بلا أمل. يا وطن العروبة يا وطن المآتم والجراح أحين نهفو ليقظة تدوسنا النعال بنقمة ويدغدغ الفقيه عقولنا بنعمة بعد الممات. يا سادتي الفرسان أنا المواطن المقهور في وطن العروبة أمنحكم جنتي ونعمتي بعد الممات فامنحوني كرامتي في الحياة .