مثل طائر يحمل في صدره ألف رئة، يطير هشام رحيل بين المغرب وبعض الدول الأوروبية، خاصة فرنسا، يلتقي مسؤولين كبار في قمة الهرم السياسي ووزراء وأحزاب سياسية، والغرض واحد، والهم واحد، هو تقديم المغرب بصورة لائقة ومواجهة تيارات معادية تحاول النيل من سمعته. قبل حوالي أسبوع حط هشام رحيل بالعاصمة الفرنسية باريس محملا بملفات حول أهم التغييرات التي طرأت بالمغرب والمكاسب التي تحققت في ظل العهد الجديد ومشروع الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب لحل نزاع الصحراء، وتورط الجارة الجزائر في مساعدتها لنظام القذافي، وتورط مقاتلي جبهة البوليزاريو في دعم النظام البائد. طاف هشام رحيل بين وزارة الخارجية الفرنسية والبرلمان الفرنسي حيث التقى مسؤولين كبار، ثم عرج على وزارات أخرى مهمة لينهي جولته في الديار الفرنسية بلقاء حول مائدة عشاء دعته إليها فاليري بيكريس وزيرة المالية والناطقة الرسمية باسم الحكومة الفرنسية، حيث فتح نقاشات مع المسؤولين المغاربة حول قضايا وطنية وإقليمية... قد يتساءل بعض المغاربة من يكون هشام رحيل وما السبب الذي يدفعه للقيام بكل هذا ومن الجهة التي تقف ورائه؟ رحيل هو واحد من أبناء مدينة مكناس، بين أزقة تولال كبر، وترعرع ومارس شغبه الطفولي مثل جميع أقرانه. بعد حصوله على شهادة الباكلوريا، سافر هشام إلى فرنسا من أجل استكمال دراسته العليا، وفي فرنسا بدأ يدبر أحواله المادية بنفسه وعمل هناك في مجالات متعددة ورغم بعده الجغرافي عن بلده إلا أن قلبه كان يخفق دائما للمغرب، ويشهد له أبناء مدينته بأنه كان خير مرشد ومعين لهم كلما اشتدت بهم وحشة الغربة. دونما تفكير طويل عاد هشام رحيل إلى المغرب يحمل معه الكثير من الأفكار لبلده ولمدينته، البداية كانت من مدينة مكناس حيث أسس فيها، رفقة أصدقاء له، جمعية البسمة. وهي جمعية تعنى بتقديم خدمات اجتماعية وتنظيم أنشطة استفاد منها شباب مكناس. بعض هذه الأنشطة ساهم فيها أعضاء في السلك الدبلوماسي المعتمد في المغرب من سفراء وقناصل ووزراء فرنسيين حلوا بمكناس للمساهمة في أنشطة الجمعية التي يرأسها هشام رحيل، في تلك اللحظة بدا للكثيرين قوة العلاقة التي استطاع ان ينسجها هذا الشاب الذي يكاد يتجاوز عقده الثالث بسنوات مع شخصيات فرنسية وأوربية. الإهتمام الجمعوي لهشام رحيل لم يمنعه من ممارسة السياسة حيث انخرط في حزب الحركة الشعبية وساهم إلى حد كبير بعلاقاته في نسج علاقات مهمة بين حزبه وأحزاب فرنسية توجت بزيارات متعددة قام بها مسؤولون حزبيون بالحركة الشعبية لفرنسا إلتقوا خلالها مسؤولين حزبيين وحكوميين، وكم كانت دهشة الوفد الحركي بالغة حين لمسوا مدى قوة ومثانة العلاقة التي تربط بين هشام رحيل والمسؤولين الفرنسيين. السؤال: ما الذي يدفع هشام للقيام بكل هذا؟ أحد المقربين منه يؤكدون ل "هسبريس" أن الشاب مسكون بحب الوطن وأن كل تحركاته وسفرياته واتصالاته يقوم بها من ماله الخاص ولا توجد أي جهة تموله، "الولد كيبغي بلادو ومستعد يدير أي حاجة من أجلها" يضيف أحد أصدقائه ل"هسبريس". بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها إلى فرنسا ينتظر أن يحل هشام خلال الايام المقبلة بفرنسا مرة أخرى، وهذه المرة بدعوة تلقاها من البرلمان الأوربي. هناك سيلتقي الناشط الجمعوي المغربي ببرلمانيين أوربيين ينتظر أن يناقش معهم عددا من القضايا المشتركة بين المغرب والاتحاد الأوربي. هشام سيذهب إلى فرنسا هذه المرة، ليفتح أمام المسؤولين الفرنسيين قلبه بهدف واحد هو أن يشاطروه حب الانتماء إلى هذا الوطن.