أكدت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن مقترح الحكم الذاتي للصحراء جدي وواقعي؛ وذلك تزامناً مع الزيارة التي يقوم بها المبعوث الأممي إلى الصحراء هورست كولر إلى الأقاليم الجنوبية. ورغم أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لم توفد بعد سفيراً جديداً إلى الرباط، فإن موقفها لم يتغير بخصوص ملف الصحراء على عهد الرئيس الجديد دونالد ترامب، الذي ينتهج سياسة خارجية مغايرة لأسلافه. وقال بيان صادر عن خارجية أمريكا، السبت، بخصوص اختتام زيارة نائب الوزير جون سوليفان، إن مقترح الحكم الذاتي "يشكل مقاربة مؤهلة يمكنها أن تستجيب لتطلعات المواطنين في الصحراء من أجل تدبير شؤونهم الخاصة في سلام وكرامة". ويأتي موقف أمريكا لصالح المغرب في وقت كثف المبعوث الأممي إلى الصحراء من تحركاته، إذ زار مدينة العيون أمس الجمعة والتقى المسؤولين المحليين وممثلي اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان، إضافة إلى الجمعيات الحقوقية المحلية، وحتى التي تتبنى الطرح الانفصالي. وكان كولر التقى كبار المسؤولين المغاربة في الرباط لمناقشة توصيات القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي رقم 2414، الذي دعا إلى مواصلة جهود تسوية نزاع الصحراء ومساهمة دول الجوار في ذلك، في إشارة إلى الجزائر وموريتانيا. وتعتبر هذه الزيارة ذات أهمية كبرى، إذ إن تخفيض مدة بعثة "المنورسو" في الصحراء تأتي ضمن نهج تبناه كولر من أجل خلق دينامية جديدة للوصول إلى نهاية الملف بحل يرضي الأطراف المعنية. ولدى بعثة "المينوسو" المكلفة بمراقبة وقف إطلاق النار بين المغرب وجبهة البوليساريو مدة عمل جديدة لا تتجاوز ستة أشهر، عوض التمديد السنوي الذي كان يعتمد في عهد الأمناء العامين السابقين للأمم المتحدة. وبعد انتهاء هذه الزيارة سيقدم الموفد الأممي ثاني تقرير مفصل له إلى أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، قبل 31 أكتوبر المقبل، وهو تاريخ انتهاء ولاية "المينورسو"، ما يجعل ملف الصحراء مقبلا على تطورات في غضون أشهر فقط.