يمثل هاري كين رمزا لمنتخب إنجلترا الذي يشارك في مونديال روسيا 2018 وهو مفعم بطموحات وآمال كبيرة لا تقل عن أحلام بلجيكا التي تراهن على لاعبها الموهوب إدين هازارد في أن يقود الجيل الحالي لتحقيق إنجاز تاريخي. ويعلق المنتخبان آمالا عريضة على اللاعبين في الذهاب بعيدا في البطولة ولكنهما سيكون عليهما في البداية تخطي عقبة تونس، التي تسطر خامس مشاركة مونديالية لها والعائدة للعرس العالمي بعد غياب 12 عاما وتجتاحها رغبة شديدة في تخطي دور المجموعات، وكذلك بنما التي تتطلع لتحقيق المفاجأة في أول ظهور لها بكأس العالم. وينتظر أن يخطف هاري كين وهازارد الأنظار منذ بداية البطولة، وستكون الامال معقودة عليهما في بلديهما، حيث في العادة ما يتسبب كأس العالم في شلل بالحركة بانجلتراوبلجيكا، وهما دولتان ذات تاريخ كروي كبير، وكذلك تونس، الصاعدة بقوة مؤخرا على قمة كرة القدم الأفريقية، وأيضا بنما التي تشارك لأول مرة في العرس العالمي. عودة تونسية يعود المنتخب التونسي إلى كأس العالم بعد 12 عاما من الغياب، وسيكون طموحه الأكبر في البطولة هو تخطي دور المجموعات خلال مشاركته الخامسة في البطولة التي سبق له المشاركة فيها في 1978 و1998 و2002 و2006. ولكن هدفه الأول في البطولة سيتمثل في كسر لعنة عدم الفوز في النهائيات منذ انتصاره على المكسيك 3-1 في روساريو عام 1978. ومع هذا الفوز حقق المنتخب التونسي أربعة تعادلات ومني بسبع هزائم خلال مشاركاته في النسخ السابقة. ويجد المدرب التونسي نبيل معلول الذي قاد الفريق للتأهل للنهائيات نفسه أمام اختبار صعب، بعد أن وضعته القرعة ضمن مجموعة تضم إنجلتراوبلجيكاوبنما، لكنه مع ذلك حافظ على تفاؤله. ويقول "مجموعتنا صعبة ولكننا كنا نعرف أننا سنواجه منتخبين كبيرين على الأقل. مفتاح التأهل للدور التالي هو المباراة الأولى، أمام إنجلترا". ويراهن معلول على تشكيل أغلبه من اللاعبين المحليين مرصع ببعض اللاعبين المحترفين في فرنسا مثل وهبي الخرزي (رين) ونعيم السليتي (ديجون) وكذلك علي معلول (الأهلي المصري) وحمدي النقاز (الزمالك المصري)، فيما جاءت المفاجأة باستبعاد المدافع أيمن عبد النور (مارسيليا). وتلقى المنتخب التونسي ضربة مؤلمة قبل أسابيع من بداية المونديال بإصابة نجمه لاعب الدخيل القطري يوسف المساكني الذي لعبا دورا بارزا مع الفريق في مشوار التصفيات، لكن إصابة الرباط الصليبي أبعدته عن المشاركة في النهائيات. وتتطلع الجماهير التونسية لأن يعوض غيابه تألق الخزري (27 عاما) مع فريق رين الفرنسي في الفترة الحالية، خاصة أن الأخير يقدم مستويات رائعة مع تونس منذ التحاقه بنسور قرطاج قبل خمسة أعوام. ويستهل المنتخب التونسي مشواره في مونديال روسيا بمواجهة انجلترا (18 يونيو) ثم بلجيكا (23 يونيو) ويختتم الدور الاول بلقاء بنما في (28 يونيو). بلجيكا وجيل الموهوبين ويسعى المنتخب البلجيكي في نسخة البطولة الحالية لأن يسطر له الجيل الحالي الذي قد يكون الأفضل في تاريخه إنجازا تاريخيا. ولكن شبح الاخفاق المخيب في مونديال البرازيل 2014 وأمم أوروبا 2016 اللتين ودعتهما من الدور ربع النهائي، لا يزال يلقي بظلاله على "الشياطين الحمر" في البطولة التي يقودهم فيها المدرب الإسباني روبرتو مارتينيز. ويقود إدين هازارد مجموعة من الأسماء المتألقة في الدوريات الأوروبية الكبرى مثل تيبو كورتوا حارس تشيلسي ومروان فيلايني وروميلو لوكاكو لاعبي مانشستر يونايتد وكيفين دي بروين (مانشستر سيتي) ودريس مارتينز (نابولي) وكثيرين غيرهم. ولكن رغم كل هذه الأسماء يؤكد المدرب الإسباني أن "المونديالات لا تعرف الأجيال الذهبية. يجب أن يكون هناك فريق قادر على الحسم. أريد أن أجعل ما يسميه الجيل الذهبي لبلجيكا فريق قادر على أن يتحلى بالمسئولية الملقاة على عاتقه". إنجلترا وصفة المرشح الدائم للقب على الرغم من أن المنتخب الإنجليزي كان يجد نفسه في كل مرة بين كبار المرشحين للفوز باللقب، لكنه كان كثير الإخفاق في طريقه بنهائيات كأس العالم . كان الصدى الواسع للبريميير ليج وأسماء اللاعبين الذين يضمهم في صفوفه ترفع توقعات الجماهير الانجليزية بشأن حظوظه، ولكنه رغم ذلك لم يستطع سوى الفوز بلقب كأس العالم مرة واحدة على أرضه في 1966 واقتناص المركز الثالث في أمم أوروبا مرتين بايطاليا 1968 والتي نظمها في 1996. ويسعى فريق المدرب جاريث ساويثجيت في روسيا لوضع حد لهذه الانتكاسات، بعدما لم يصل إلى الدور ربع النهائي منذ نسخة 2006 ومحو مرارة الخروج من مونديال البرازيل من دور المجموعات. ويراهن منتخب الأسود الثلاثة في هذه المهمة على العديد من الأسماء الكبيرة مثل هاري كين واريك دير وديلي آلي ورحيم ستيرلنج وكيلي ووكر وبيل جونز. ويتطلع المدرب سويثجيت لعدم تكرار أخطاء الماضي، ويذكر بأنه "لا يمكن لإنجلترا الذهاب لكأس العالم دون أن يكون لديها هدف الفوز به". ويقول المدرب الإنجليزي "نحن في إنجلترا معتادون على استبعاد فرق بشكل مبكر، وبعد ذلك يفوزوا علينا. حدث منذ أربع سنوات أمام كوستاريكا. علينا أن نتأكد أننا مستعدون لكل المباريات"، مؤكدا على أهمية المباراة الأولى أمام تونس. بنما والظهور الأول طوى المنتخب البنمي صفحة الجدل حول هدفه الشبح الذي فاز به على كوستاريكا في مرحلة التصفيات ومنحه التأهل التاريخي لأول مرة إلى كأس العالم ويضع نصب عينه حاليا على مهمته الكبرى في روسيا. ويتطلع فريق المدرب الكولومبي إرنان داريو جوميث لئلا يكون حصالة المجموعة وتحقيق مفاجأة خلال المشاركة الأولى له في النهائيات. ويتحلى مدرب المنتخب بخبرة كبيرة في كأس العالم، الذي سيشارك فيه للمرة الخامسة، والثالثة له كمدير فني. وسبق لداريو العمل مساعدا لفرانسيسكو ماتورانا في مونديالي إيطاليا 1990 والولايات المتحدة 1994. وبعدها بأربع سنوات تولى مسئولية تدريب كولومبيا في فرنسا 1998 وقاد الإكوادور لبلوغ مونديال كوريا واليابان 2002. ودخل اسمه التاريخ بعدما أصبح أول مدرب يقود بنما لكأس العالم للمرة الاولى في تاريخها. ويؤكد المدرب الكولومبي (62 عاما) أن "بنما ستذهب لكأس العالم لتقديم كل ما لديها والوصول لأعلى مستوى ممكن"، مشيرا إلى الهوية البنمية التي لا تخاف من أي شيء. ويضيف "بنما لا تعرف ما يعنيه الذهاب للمونديال ولكن لو منحونا الفرصة وتعين علينا الفوز بها فسنفوز بها. اللاعب البنمي لديه ميزة خاصة وهو أنه لا يهاب شيئا. من الممكن أن يكون هناك ملعب مليئ بالجماهير الإنجليزية التي تهتف ورغم ذلك لا يخاف. الشيء الوحيد الذي يخشاه اللاعب البنمي هو نتيجة عمله".