كشفت التحقيقات بخصوص وقائع جريمة القتل بالسلاح التي وقعت بمقهى "لاكريم"، المعروضة على أنظار غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بمراكش، يوم 10 يوليوز المقبل، عن حقيقة الصراع المافيوزي بين المدعو "ر.ت"، المشهور ب"ملك الموت"، زعيم شبكة للاتجار الدولي في المخدرات الصلبة، خاصة الكوكايين والهيروين، معروفة في هولندا وأوروبا، والمدعو "م.ف"، صاحب مقهى "لاكريم"، المشهور ب"موس"، المعروف بنشاطه هو الآخر في تجارة المخدرات كزعيم لشبكة أخرى تنشط في هذا المجال، خصوصا بمدينة زوتيرمير الهولندية. وبحسب مصادر هسبريس، فإن التحقيقات التفصيلية التي باشرها يوسف الزيتوني، قاضي التحقيق بالغرفة الثالثة لدى محكمة الاستئناف بمراكش، في هذه القضية، أوضحت أن سبب هذا الصراع الطاحن بين الطرفين يعود الى رفض المتهم "م. ف"، الموجود رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن لوداية، بيع ملهى ليلي معروف باسم "نوليميت" يملكه بمدينة زوتيرمير الهولندية لمنافسه "ر.ت" المقيم بهولندا والمختفي عن الأنظار، خصوصا بعد علمه بالمداخيل المالية المهمة التي كان يجنيها من هذا الملهى خلال نهاية كل أسبوع، والتي تتراوح ما بين 70 و80 ألف يورو، لتصل الى 250 ألف يورو خلال الاحتفال بنهاية السنة الميلادية. وأضافت المصادر نفسها أن التحقيقات التفصيلية في هذه القضية، التي استأثرت باهتمام الرأي العام المحلي والوطني والدولي، خلصت الى أن مالك مقهى "لاكريم" الذي كان ضمن مافيا "غوينيت مارتا" للاتجار الدولي في المخدرات الصلبة، قرر خلال سنة 2017 أمام الضغوطات والابتزازات التي كان يتلقاها من منافسه "ر.ت"، بيع الملهى الليلي المذكور إلى شخص مصري؛ الأمر الذي لم يستسغه منافسه "ملك الموت" لتزداد حدة الصراع بينهما حتى بلغ الأمر بهذا الأخير إلى تهديد مالك مقهى "لاكريم" بالقتل وتخصيص مكافأة مالية قيمتها 10 ملايين يورو لمن يقوم بتصفيته. هذا الأمر أجبر مالك مقهى "لاكريم" على مغادرة هولندا سنة 2009 والدخول بصفة نهائية إلى المغرب، مستغلا ما جناه من أنشطته المشبوهة لاستثمارها في شراء ممتلكات عقارية ومقاه بالمغرب، من ضمنها مقهى "لاكريم". وكانت السلطات الهولندية أصدرت مذكرة بحث دولية في حق المدعو "ر.ت"، المحرض على جريمة مقهى "لاكريم"، وعممت صورة له إلى جانب صديقه "س.ر"، مخصصة مكافأة مادية تبلغ قيمتها 25 ألف يورو لمن يدلي بمعلومات تساعد على توقيفهما على خلفية تورطهما في ترويج المخدرات الصلبة وجرائم التصفية داخل المافيات الهولندية. ويتابع في هذه القضية 16 متهما، ضمنهم منفذا العملية اللذان يحملان الجنسية الهولندية، أحدهما ينحدر من جمهورية الدومينكان، والثاني من جمهورية سورينام، ومالك مقهى "لاكريم" وشقيقه، ومدير وكالة بنكية بالناظور، وثلاثة متهمين في حالة سراح. وبحسب صك الاتهام، فإن النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بمراكش قررت متابعة القاتلين الهولنديين المأجورين، "غ. إ" وشريكه "ش. ج"، بتهم تتعلق بالقتل العمد مع سبق الاصرار والترصد، ومحاولة القتل العمد، وإضرام النار عمدا في ناقلة ذات محرك، وحمل سلاح ناري وذخيرة بدون رخصة، وتكوين عصابة إجرامية، وإخفاء دراجة نارية متحصلة من جناية، إلى جانب حيازة بضائع أجنبية دون سند صحيح، والسكر العلني، وحيازة واستهلاك مخدرات، والسياقة تحت تأثير الكحول، وعدم الامتثال وإلحاق خسائر بممتلكات عمومية.