قال كريم التاج، عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، إن على الوزراء الذين أَطْلَقُوا العنان لكلمات وعبارات جارحة في حق الشعب المغربي، في تفاعلهم مع حملة المقاطعة، أن يضعوا طلبات إعفائهم، إسوة بما يحدث في الدول الديمقراطية، مطالبا الحكومة الحالية بضرورة إيجاد أجوبة لكل المشاكل التي يعاني منها المغاربة. وأضاف التاج، في حوار مع جريدة هسبريس الإلكترونية، ينشر لاحقا، أن على الحكومة ألا تستهين بمطالب الناس المشروعة، والتركيز على تخليق الحياة الاقتصادية المغربية بإخراج مجلس المنافسة إلى الوجود، من أجل محاربة الغلاء والاحتكار وكل مظاهر الفساد الاقتصادي؛ فضلا عن القطع مع الفئات التي تغتني على حساب الشعب المغربي. وذَكَّرَ التاج، في معرض حديثه، بأن ما يجمع حزبه بالعدالة والتنمية هو "المعقول"، لكنه لم يخف أن التقدم والاشتراكية أدى ثمن التحالف مع التنظيم الإسلامي، على عدة أصعدة، خصوصا في علاقته مع الأحزاب الأخرى، وكذلك على مستوى تصويت العديد من الأطراف التقدمية على الحزب الإسلامي من أجل قطع الطريق على أطراف أخرى، مشيرا إلى أن حزبه مستعد للتحالف مع مختلف الأحزاب شريطة الوفاء والتعهد بمواصلة المشوار نحو الإصلاح المنشود. وعن الولاية الثالثة لنبيل بنعبد الله على رأس الحزب اليساري، أكد المتحدث أنه "لا مجال لمقارنة تغيير جلد القيادات، المُنْتَشِرِ في الساحة الحزبية بعد التشريعيات الماضية، ومعطى التجديد لنبيل بنعبد الله الذي جاء في سياق طبيعي، حَظِي فيه الأمين العام بمساندة أغلبية أعضاء الحزب"، موضحا أن "التجديد الشكلي للنخب الحزبية قد لا يأتي بالنتائج المرجوة". وأضاف التاج أن التصويت لبنعبد الله "غير مرتبط بأي شكل من الأشكال بغياب النخب الجديدة داخل الحزب؛ فالتنظيم لا يُوَلِي أمره لمن يطلبه"، وزاد: "موقع بنعبدالله وكاريزميته ما جعل الجميع يَلْتَف حوله، ولكونه ضامنا لوحدة الحزب"، مردفا بأن التجديد للأمين العام "لا يشكل أدنى مشكل بالنسبة للحزب، باعتبار أن العديد من الحركات السياسية في العالم مرتبطة بوجود شخص قوي في مقدمتها". وأشار التاج إلى أن "التقدم الاشتراكية كان سباقا إلى تَبْيِينِ موقفه من المقاطعة، في حين أن بعض الأحزاب إلى يومنا هذا لازالت "خاشية راسها فالتراب بحال النعامة"، في تنافٍ تامٍ مع دور الفاعل الحزبي، المطلوب منه أن يتحمل مسؤوليته، ويترك للمواطنين الحق في الحكم على تعاطيه مع جديد الساحة السياسية والاجتماعية"، وفق تعبيره. وأوضح عضو الديوان السياسي ل"حزب الكتاب" أن القطاعات الوزارية التي يشتغل فيها وزراء حزبه "تَعْتَرِيهَا أمراض مزمنة منذ عقود"؛ موردا: "الصحة والإسكان والماء قطاعات أساسية لدى المغاربة، ما يقتضي الكثير من العمل والصبر، خصوصا أن لمسة الوزير الجديد الدكالي بدأت في الظهور، إضافة إلى المجهودات الكبيرة التي تبذلها شرفات أفيلال في قطاع الماء". وعاد التاج إلى التذكير بعدم شفافية محطة السابع من أكتوبر، مشددا على أن "التقدم والاشتراكية أراد أن تسير الأمور في الاتجاه الذي جاء به الملك ودستور 2011، لكن أطرافا معينة تريد أن تذهب في اتجاه آخر، بتكريس انتخابات مهندسة، تُقَزِمُ أرقام هذا الطرف وتَنْفَخُ في أرقام الآخر"، حسب تعبيره.