أولت الصحف، الصادرة ببلدان أمريكاالجنوبية، اهتماماتها لمواضيع تتعلق على الخصوص بالوضع الاقتصادي بالأرجنتين، ومناهضة الإجهاض بالبيرو، والمطالبة بالترخيص باستهلاك الماريخوانا في البرازيل، والتنديد بالاعتداءات الجنسية ضد القاصرين بالشيلي، وطلب الصفح الذي تقدم به حزب "فارك" الكولومبي بشأن تصفية حاكم أنتيوكيا سنة 2003. ففي الأرجنتين، تركز اهتمام اليوميات المحلية على جملة من المواضيع من أبرزها نتائج استطلاع للرأي حول الوضع الاقتصادي، و دفاع الحكومة عن الإجراءات المالية التي اتخذتها. و هكذا، كتبت يومية "كلارين" أن الرئيس ماوريسيو ماكري كرر في كلمته أمام البرلمان في فاتح مارس الماضي نفس الخطاب الذي ألقاه قبل سنة عندما قال "لقد انتهى الأسوأ"، مشيرة إلى أن أغلبية المواطنين "لا يتفقون مع رأي رئيس الدولة على الأقل في المسائل الاقتصادية". و أضافت، بناء على استطلاع للرأي أجرته مؤسسة ماناغمنت فيت، أن 6ر63 بالمائة من المستجوبين اعتبروا أن الوضع الاقتصادي للبلاد ازداد سوءا مقارنة مع السنة الماضية، في حين أن 1 ر18 بالمائة فقط اعتقدوا أن الوضع تحسن، بينما بدا ل 1ر17 بالمائة أن الوضع لم يتغير و ظل على ما هو عليه. و من جهة أخرى، توقفت اليوميات عند تصريحات وزير المالية الأرجنتيني، نيكولاس دوجوفني، التي قال فيها إن الإجراءات التي اتخذها البنك المركزي حول السياسة النقدية، وقرار الحكومة بخفض هدف العجز المالي لسنة 2018 كان "لتجنب حدوث أزمة". و اعتبر الوزير، تضيف الصحف، أن تجنب حدوث أزمة أمر جيد دائما يحقق مكاسب هامة للغاية، موضحا أن سياسات الحكومة بهذا الخصوص وضعت بتنسيق مع البنك المركزي الذي أعلن عن تدابير للحد من تقلب سعر الصرف. وفي البيرو، استأثر باهتمام اليوميات المحلية انتقاد رئيس الجمهورية للحكومة السابقة، و المظاهرة الحاشدة التي نظمت بليما ضد الإجهاض. و هكذا، كتبت يومية "لاريبوبليكا" أنه للمرة الأولى منذ أن أدى اليمين الدستورية، انتقد رئيس الجمهورية، مارتين فيزكارا، بشكل مباشر أسلوب عمل حكومة سلفه، بيدرو بابلو كوشينسكي، مشيرة إلى أن الرئيس و خلافا لسلفه طلب من وزرائه التنسيق بينهم. و نقلت الصحيفة عن فيزكارا قوله "قد كنت ضمن حكومة كوشينسكي وقدم لنا سبع وصايا و كان هناك واحدة تقضي بعدم التدخل في اختصاصات وزارة أخرى، و مع الاحترام الذي أكنه لكوشينسكي، دعوت للتنسيق بين الوزارات". و نفى فيزكارا، تضيف اليومية، أن تكون الحكومة قد أقامت تحالفا مع أي حزب سياسي، إلا أنه أكد أنه يبحث عن توافق في الآراء للتوصل إلى حل سريع للمشاكل المطروحة في البلاد. و من جانبها، كتبت يومية "بيرو 21" أن آلاف المواطنين نظموا، السبت في ليما، مظاهرة حاشدة دعت لها الكنيسة الكاثوليكية و ائتلافات دينية، ضد الإجهاض، مشيرة إلى أن هذه المظاهرة عرفت مشاركة رئيس الحكومة ، سيزار فيانويفا، ورئيس الكونغرس، لويس غالاريتا. و أضافت أن المشاركين في النسخة السادسة من "مسيرة من أجل الحياة" جابوا شارع البرازيل، أحد الشوارع الرئيسة في العاصمة البيروفية، مبرزة أن مجموعة من النساء اتخذن موقفا مخالفا لهذه التعبئة و أيدن من خلال وقفة بشارع خافيير برادو تشريع الإجهاض. وفي البرازيل، تطرقت الصحف لمواضيع تشمل المسيرة المطالبة بالترخيص باستهلاك الماريخوانا. وتوقفت "جورنال دو برازيل" عند المسيرة التي احتضنتها ريو دي جانيرو السبت للمطالبة بالترخيص باستعمال وبيع الماريخوانا بالبلاد. وأوضحت اليومية، استنادا الى المنظمين، أن هذه المسيرة بمثابة تعبير عن رفض التدخل العسكري لضمان الأمن بالولاية الذي تم تمديده من قبل الرئيس البرازيلي ميشال تامر في فبراير الماضي. وفي الشيلي، أولت الصحف اهتمامها للمسيرة التي نظمتها مؤسسة الطفولة للتنديد بالاعتداءات الجنسية ضد القاصرين وإدانة عسكريين سابقين بتهمة الضلوع في اختفاء عشرين من مساعدي الرئيس الأسبق سالفادور أليندي. وذكرت "إل ميركيريو" أن أزيد من 600 شخص قد شاركوا في مسيرة نظمتها "مؤسسة الطفولة" بسانتياغو للتحسيس بظاهرة تزايد الاعتداءات الجنسية ضد القاصرين خلال الأسابيع الأخيرة على الخصوص الاعتداء على الرضيعة أمبري التي اغتصبت وقتلت من قبل عمها بمدينة لوس أنديس. وانتهت المسيرة بشارع ألاميدا المقابل للقصر الرئاسي لا مونيدا حيث رفع المتظاهرون لوحة فنية للأطفال رسمت عليها أيادي الأطفال في إشارة إلى الاعتداءات الجنسية العديدة التي تطالهم. وأفادت "لا تيرسيرا" بأن سبعة عسكريين متقاعدين قد أدينوا من قبل محكمة الاستئناف بسانتياغو على خلفية اختطاف وتصفية 23 مساعدا للرئيس الأسبق سالفادور أليندي أوقفوا بالقصر الرئاسي خلال الانقلاب العسكري الذي شهدته البلاد في 11 شتنبر 1973. ومن بين هؤلاء الضحايا الكاتب العام للحكومة آنذاك، أرسينيو بوبين، وإينريكي باريس روا، مستشار الرئيس أليندي، والطبيب إدواردو باريديس مدير شرطة التحقيقات والأبحاث فضلا عن موظفين وأعضاء بجهاز الأمن الرئاسي. وأوردت "لا ناثيون" أن القضاء أدان ثلاثة مواطنين من السكان الأصليين "مابوشي" وبرأ ساحة ثمانية آخرين في قضية مقتل مسنين اثنين سنة 2013 في حريق اندلع بمنزلهما ليضع حدا لملف مثير للجدل بالنسبة لهذه الشريحة التي تطالب بأراضي أجدادها. وقد أطلقت محكمة تيموكو (جنوب) في أكتوبر الماضي سراح 11 شخصا من "مابوشي" الذين كانوا يحاكمون في هذه القضية قبل أن يتم استئناف الحكم الصادر في حقهم. وفي كولومبيا، تطرقت الصحف لمحاور تتعلق بطلب الصفح الذي تقدم به حزب "فارك" بشأن تصفية حاكم انتيوكيا سنة 2003 وتوقيف سيناتور سابق بتهمة علاقاته المفترضة مع مجموعات مسلحة. واهتمت مختلف الصحف المحلية بطلب الصفح الذي قدمه الحزب المنبثق عن حركة "فارك" بشأن تصفية غيليرمو غافيريا حاكم ولاية أنتيوكيا (شمال غرب) الذي قتل سنة 2003 خلال محاولة تحريره من قبل الجيش من أيدي الحركة المسلحة المنحلة. وأوضحت أن طلب الصفح قد وجهه رودريغو لوندونو القائد السابق للحركة والرئيس الحالي للحزب المنبثق عنها الى زوجة غافيريا، جولاندا بينتو. وصرح لوندونو، في اجتماع عقدته نهاية الأسبوع الماضي بكارتاخينا لجنة تتبع اتفاق السلام وشارك فيه الرئيس الكولومبي، خوان مانويل سانتوس والرئيس الأوروغوياني السابق خوسي موخيكا ورئيس الحكومة الاسبانية الأسبق، فيليبي غونزاليس، قائلا "إننا نطلب الصفح، لن نبرر أبدا هذا النوع من الأعمال التي لا علاقة لها بالنزاع". وأوردت الصحف الكولومبية تأكيد بينتو، التي تترأس حاليا "وحدة مساعدة ضحايا الحكومة"، أنه منذ مقتل زوجها، صفحت عن قتلته لأنها لا "ترغب في أن تتحول حياتها إلى جحيم". وأفادت "إل باييس" بتوقيف سيناتور سابق لعلاقاته المفترضة مع مجموعات عسكرية تم حلها سنة 2006 على عهد حكومة الرئيس اليميني ألفارو أوريبي (2002-2006). وأوضحت اليومية، استنادا إلى محكمة العدل العليا، أن خوسيس بويلو شاميي قد أعتقل بكارتاخينا. وأضافت الصحيفة أنه منذ تفجر فضيحة العلاقات المفترضة بين أعضاء الكونغريس والمجموعات المسلحة سنة 2006، كان نحو مائة برلماني موضوع تحقيق وإدانة فيما لا تزال 17 محاكمة بهذا الخصوص جارية.