مسلسل شد الحبل بين وزارة الصحة وبين أطباء قطاع العام ما زال مستمراً، ولعل آخر حلقاته خوض الأطباء إضرابا جديدا، اليوم الخميس، شلّ الحياة في مختلف مستشفيات المملكة والمرافق الصحية العمومية. أصحاب "البذلة البيضاء" أصرُّوا على تنزيل برنامجهم النضالي المسطر، بالرغم من تطمينات أنس الدكالي، وزير الصحة، بمعالجة ملفهم المطلبي في أقرب وقت ممكن. المنتظر العلوي، رئيس المكتب الوطني للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام بالمغرب، قال إن "الأطباء يقدمون على هذه الخطوة التصعيدية بعد وصول ملفهم المطلبي إلى الباب المسدود"، لافتا إلى أن "النقابة المستقلة وفية لبرنامجها النضالي المسطر منذ شهور، وستعمل على الالتزام بكل المحطات النضالية حتى تنظر وزارة الصحة إلى مطالبنا المشروعة والتي رفعناها منذ الدخول الاجتماعي الحالي". وأضاف المسؤول النقابي: "بعد لقائنا بالوزير، أحسسنا بأن هناك ارتساما إيجابيا من لدن الوازرة؛ ولكن بحكم أن المسلسل النضالي مسطر، فنحن لن نوقفه إلا حين الاستجابة لملفنا المطلبي"، على حد تعبيره. ويأمل العلوي، في حديثه لهسبريس، مع اقتراب احتفالات فاتح ماي أن "يكون هناك تفاعل من قبل الحكومة وأن تكون الاستجابة فورية لانتظارات أصحاب "البذلة البيضاء" والمواطنين المغاربة"، قبل أن يتوقف عند اللقاء الأخير الذي جمع النقابة بوزارة الصحة وقال: "اللقاء الأخير كان جيداً وخرجنا بارتسامات إيجابية نأمل في أن تتحول إلى قرارات تنهي معاناة الأطباء". وفي السياق، نظم الأطباء الجامعيون في إطار تنزيلهم للبرنامج النضالي وقفات احتجاجية أمام مختلف المديريات الجهوية والمستشفيات الإقليمية، داعين وزارة الصحة إلى الاستجابة إلى مطالبهم. وقال عبد المنعم أزغار، نائب الكاتب الوطني للنقابة المستقلة لأطباء قطاع العام، إن "وقفة الأطباء بالرباط تأتي في إطار البرنامج النضالي المُسطر من لدن النقابة منذ بداية الموسم الاجتماعي، والذي تضمّن مجموعة من الوقفات الجهوية والوطنية، موازاة مع الإضراب الوطني في جل المؤسسات الصحية ما عدا المستعجلات ومصالح الإنعاش". وأضاف أزغار، في تصريح لهسبريس، أن "مطالب الأطباء واضحة؛ أولها تغيير الرقم الاستدلالي في منظومة الأجور للأطباء ليتبدأ الطبيب بالرقم 509 بكامل تعويضاته، وكذا إضافة درجتين جديدتين في سلالم الوظيفية، وتوفير الشروط العلمية لمعالجة المواطن المغربي على اعتبار أن الطبيب هو أيضا مواطن مغربي يحب أن تكون معالجة المغاربة في ظروف صحية من ضمان كرامة وعزة المواطنين". بدورها، أكدت مريم مصدقين، طبيبة وعضو النقابة المستقلة لأطباء قطاع العام، أن "الوقفة الاحتجاجية تدخل ضمن مسلسل نضالات النقابة التي بدأ منذ سنة 2011، حيث لم تعمل الحكومة منذ ذلك الحين على الاستجابة إلى مطالبنا المتعلقة بحماية كرامة الطبيب وتحسين ظروف العمل، بالإضافة إلى تخويل الرقم الاستدلالي المؤشر 509، كمدخل لمعادلة شهادة الدكتوراه في الطب مع الدكتوراه الوطنية، وإحداث درجتين فوق درجة خارج الإطار". واعتبرت الطبيبة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "مطالب الأطباء جد مشروعة؛ بالنظر إلى الخصاص الكبير الذي يعرفه القطاع، حيث في السابق كنا 12 ألف طبيبا وأصبحنا اليوم 8 آلاف فقط، وهو رقم لا يكفي لتحقيق حاجيات المواطنين المتزايدة في ظل محدودية الإمكانات"، قبل أن تلفت إلى أن "الأطباء سيستمرون في نضالاتهم حتى تحقيق المطالب".