" أجوس هاذي المدينة... كلها سدوم. احرقوها" من على المنبر، قال البغدادي بقميصه الأكثر سودا من قلبه: "أعدكم مجد الدمار. أية فراشة مرت من ها هنا، عاهرة تبتغي نثر أريجها، أنا لها بالمرصاد وبالمقصلة" "ثمة ريح مثل بوم تنعق" قال شاعر في أعماقه والتفت يمينا كان قلب "سبارتاكوس" (1) متوقفا تماما يهمس: "كل من عارض روما زنديق وكافر روما أحرقت بغداد ودمشق روما دكت أسوار قرطاجنة. من ينكر - تقول روما - أن الله والعقل اجتمعا فيّ وعقدا قرانهُما عندي. من يجرؤ؟ إنه شيطان. لا مجد للشياطين (2) أيها الأسمر القادم من النيل ومن الأحلام الهوجاء. انظروا إليه، ها هو يعدكم. استمعوا إليه، إنه يعظكم. ذلك الذي يعدكم مجد الدمار "من فرح مات ومن بكى مات. من ولدت بقر بطنها، ومن لم تكن ولودا قتلناها. لكم عيدكم ولي رؤوسكم ألعب بها. سبِحوني من دون الله أو مع الله: سيان مجد الدمار أعدكم فاحمدون" إذ قال سبارتاكوس لصاحبه وهما يشربان عرق الصباح النازل وديانا من على جبينهما: "لنثر في وجه روما مع هيجل سأقول أقبل روما وأرفض صواريخها" "يا صديقي هنا – قبلك - مر ديونوزيس بخمرته المعتقة، ترنحوا قليلا وقتلوه. هنا مر برومثيوس حاملا المشعل، أحرقوه، سكبوا ماء الفرات على المشعل. يا صديقي سبارتاكوس، أنصت للذي يعدهم الدمار إنهم يصدقون الرؤيا ولا يأبهون للحرية. لقد مضى القرطاجنيون مستسلمين لقدرهم أعطوا روما الفتيل لحرق المدينة أبا الوليد ظل ينظر للنار تأكل فكره الجنود خرجوا بالسراويل الرياضية الباهت لونها، مهللين لطير أبابيل تدك بغداد. فمرحى بالجنرال. الجنرال يقول : دين روما حرام الديمقراطية ابنة زنا، حملتها أمها سفاحا من أخ غير شقيق سموه العقل أفهذا ما تبتغون؟ بئس ما تبتغون. وحده سبارتاكوس ظل يحلم كان قربه شاعر قمحي اللون قادم من سنون القهر ويحلم "هذا الشعب يستحق الحياة هذا شعبي يستحق الحلم" ركبا جوادين غير مروضين سارا مبشرين بسقوط روما، الديكتاتور وداعية الدمار على أبواب عكا توقفا حضنتهما عيون النساء لبسا الكوفية وغنيا من هاهنا تبدأ الحرية. هامشان: 1 -سبارتاكوس: قائد ثورة العبيد في روما القديمة 2- لا مجد للشيطان: إشارة إلى قصيدة الشاعر المصري أمل دنقل تحت عنوان "الكلمات الأخيرة لسبارتاكوس " *كاتب وشاعر وباحث [email protected]