تناولت الصحف الصادرة اليوم السبت ببلدان أوروبا الغربية الهجوم الإرهابي الذي استهدف متجرا جنوبفرنسا، وفضيحة الشركة البريطانية ( كامبريدج أناليتيكا ) المتهمة بحصولها بصفة غير قانونية على بيانات مستخدمي ( الفايسبوك ) بالإضافة إلى عدد من المواضيع السياسية الوطنية. وبخصوص الهجوم الإرهابي على متجر جنوبفرنسا أمس الجمعة، كتبت (ليبيراسيون) في عمود يحمل عنوان " دم بارد " أن التشدد الإسلامي ضرب مرة أخرى، مشيرة إلى أن الهزيمة العسكرية لداعش في العراق لم تضع حدا لتهديدات هذا التنظيم الإرهابي. من جانبها، أشارت (لوفيغارو) إلى أنه منذ هجوم محمد مراح قتل حوالي 250 ضحية (جنود، أطفال، صحفيون، ...) معتبرة أن هذه الحصيلة مرعبة تعكس بعد كل هجوم حالة الاضطراب التي تعيشها السلطات. وفي بلجيكا، ذكرت (لاليبر بلجبك) أنه وبعد مرور ستة اشهر بدون تسجيل أي هجوم ، ضرب الإرهاب مرة أخرى فرنسا، مشيرة إلى أن مقاطعة أود كانت مسرحا لثلاث هجمات دموية خلفت ثلاثة قتلى وستة عشر جريحا حسب حصيلة أولية. وأشارت (ليكو) إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد على أن فرنسا تواجه " منذ شهور عدة تهديدات داخلية، مضيفة أن مرتكب هذا الهجوم الإرهابي تصرف بمفرده ومعروف لدى السلطات بارتكابه جنحا صغيرة. أما (لوسوار) فذكرت بأن الهجوم الإرهابي ليوم أمس، والذي تبناه تنظيم (داعش) هو الأول من نوعه في فرنسا منذ الهجوم الذي خلف مقتل شخصين بمحطة سان شارل بمرسيليا في فاتح أكتوبر الأخير. وأضافت الجريدة أن فرنسا تعيش تحت التهديد الإرهابي، معتبرة أنه وعلى الرغم من أن تنظيم الدولة الإسلامية فقد الكثير من مواقعه في سورياوالعراق إلا أنه يبقى مصدر تهديد بهجمات عن بعد أو يقوم بها أشخاص، باسمه، بشكل منفرد. وفي بريطانيا واصلت الصحف اهتمامها بقضية الشركة البريطانية ( كامبريدج أناليتيكا ) المتهمة بحصولها بصفة غير قانونية على بيانات مستخدمي (الفايسبوك ) . وعادت صحيفة ( دايلي تلغرام ) للحديث عن الأبحاث التي قام بها المحققون البريطانيون في مكاتب شركة ( كامبريدج أناليتيكا ) بلندن المتهمة بالحصول على بيانات ومعطيات ملايين من مستخدمي ( الفايسبوك ) دون أخذ موافقتهم . وقالت الصحيفة إن 18 من أعضاء مكتب المفوض الخاص بالمعلومات الذي هو هيئة لحماية البيانات في المملكة المتحدة داهموا مقر الشركة البريطانية مشيرة إلى أن هذه الهيئة كانت قد طلبت إصدار أمر قضائي للتفتيش من طرف قاضي بالمحكمة العليا بلندن من أجل " البحث عن الخوادم " التابعة للشركة وإجراء تحقيقات حول كل المعطيات المرتبطة بهذه القضية . من جهتها قالت صحيفة ( الغارديان ) إن أليكساندر نيكس رئيس الشركة البريطانية ( كامبريدج أناليتيكا ) المتخصصة في التواصل والتحليل الاستراتيجي والتي لها مكاتب في لندن وواشنطن ونيويورك الذي أوقف عن العمل كان يتباهى بالدور الذي لعبته شركته في الحملة الرئاسية لدونالد ترامب . وأشارت إلى أن الكشف عن هذه الفضيحة أدى إلى حدوث اضطراب كبير في إدارة ( الفايسبوك ) وعرضه لشكاوي جماعية وأجبر رئيسه الملياردير الشاب مارك زوكربيرغ على تقديم اعتذار علني . وفي إسبانيا اهتمت الصحف ببدء المتابعات القضائية بتهمة " التمرد " في حق 13 من المسؤولين والقادة السياسيين الداعمين لاستقلال إقليم كتالونيا بالإضافة إلى محاكمة مسؤولين آخرين بتهمتي " العصيان والاختلاس " . وكتبت صحيفة ( البايس ) في مقال تحت عنوان " محاكمة للتمرد والسجن ضد أولئك الذين هاجموا دولة القانون " أن من بين المسؤولين السياسيين المتابعين بتهمة " التمرد " الرئيس السابق للحكومة المحلية الكتالانية المقالة كارليس بيغدومنت الذي اختار المنفى ببلجيكا ونائبه أوريول جونكيراس الذي يقبع حاليا في السجن . وأضافت أن بابلو لارينا قاضي المحكمة العليا الإسبانية المكلف بهذا الملف قرر أيضا وضع خمسة متهمين آخرين رهن الاعتقال الاحتياطي من ضمنهم جوردي تورول المرشح لرئاسة منصب رئيس ( الجينيراليتات ) الذي لا يمكنه بعد هذا القرار أن ينتخب خلال جلسة البرلمان الجهوي التي هي مقررة ليوم غد السبت . ومن جهتها أكدت صحيفة ( إلموندو ) في مقال تحت عنوان " القاضي يسجن خمسة زعماء من دعاة الانفصال لأن الانقلاب على الدولة لا يزال ساريا " أن قاضي المحكمة العليا قرر سجن خمسة قادة سياسيين من كتالونيا لتواجد " احتمال كبير " بفرارهم كما فعلت مسؤولة أخرى متهمة بدورها في نفس القضية تمكنت من الهروب باتجاه سويسرا . وأشارت إلى أن عقوبات تهمة " التمرد " التي وجهت ل 13 مسؤولا سياسيا من دعاة استقلال جهة كتالونيا هي قاسية جدا وقد تصل إلى السجن لمدة 30 سنة . أما صحيفة ( لارثون ) فقالت في مقال تحت عنوان " السجن للمسلسل الانفصالي " أن القاضي اعتبر أن المتهمين في هذه القضية يواصلون تحركاتهم من أجل الإعداد " لهجوم جديد ضد الدولة " رغم تفعيل الفصل 155 من الدستور الذي جعل مؤسسات وهيئات إقليم كتالونيا تحت المراقبة المباشرة لمدريد . وركزت الصحف الإيطالية على فشل الأحزاب الممثلة في البرلمان في انتخاب رئيسي مجلسي النواب والشيوخ. ففي مقال بعنوان "انتخاب رئيسي مجلسي البرلمان .. انقسام فاق التقارب"، كتبت صحيفة (لاستامبا) ان فشل القوى السياسية الممثلة في البرلمان في انتخاب رئيسي مجلسي النواب والشيوخ خلال الجلسة الأولى للولاية التشريعية الجديدة أظهر وجود انقسامات بين الأحزاب تتعدى بكثير أوجه التقارب. وأضافت أن جميع الأحزاب صوتت في جلسة أمس ببطاقات بيضاء نتيجة تباعد مواقفها و غياب أغلبية برلمانية، موضحة أن محور الخلاف بين حركة خمس نجوم وتحالف واليمين والمتطرف كان المرشح المقترح لرئاسة مجلس الشيوخ باولو روماني القيادي بحزب فورتسا إيطاليا المدان قضائيا . وفي تعليق عن فشل الجلسة الأولى من الولاية التشريعية ، نقلت يومية (لاريبوبليكا) عن باسكوال لوريتو ، عميد صحفيين منذ عام 1947 قوله أنه طيلة واحد وسبعون عاما لم يعاين ماحصل أمس إذ لم يسبق أن صوتت جميع القوى السياسية ببطاقات بيضاء. واعتبر أن التصويت بهذا الشكل هو تجسيد "لانهيار المؤسسات"، ينبغي العمل على استدراكه . وذكرت صحيفة (كوريري ديلا سيرا ) أنه ستجرى غدا الاثنين عملية تصويت ثالثة في مجلس الشيوخ من اجل انتخاب رئيسه وقد يكون هناك توافق بين حركة خمس نجوم ورابطة الشمال لتحقيق الأغلبية المطلقة . وأشارت إلى أن أغلب المرشحين لرئاسة مجلسي النواب و الشيوخ و الفرق البرلمانية هي ليست فقط وجوه جديدة وإنما غريبة وغامضة شيئا ما.