انطلقت اليوم حملة الانتخابات الرئاسية في مصر المقررة الشهر القادم، والتي يبدو فيها الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي قريبا من الفوز بسهولة بفترة ولاية ثانية بعد انسحاب معارضيه من السباق. وينافس السيسي في الانتخابات، رئيس حزب الغد الليبرالي موسى مصطفى موسى الذي ترشح في الدقائق الاخيرة للانتخابات، حتى بعد تأييده في وقت سابق للسيسي. ولم يكن موسى من الوجوه المعروفة وكذلك حزبه الذي يفتقد للشعبية أو التنظيم، ولذلك سيجري حملته الانتخابية حتى 23 مارس بموارد محدودة. وأكد موسى في مقابلة نشرتها صحيفة (الشروق) أن وسائل الاعلام تقدم مساحة متكافئة للمرشحين وأنه يتلقى تغطية إعلامية أكثر من السيسي لأن الاخير "لا يحتاجها". وكانت الحملة الانتخابية لتأييد السيسي الذي تولى السلطة في 2014 قد بدأت قبل موعدها مع انتشار لافتات مؤيدة له في الشوارع الرئيسية بالقاهرة منذ أسابيع. ولن يكون من الصعب على السيسي الفوز بفترة ولاية ثانية بعدما فاز في 2014 بنسبة 96% من الاصوات، ولكن الانظار ستتجه لنسبة المشاركة في هذه الانتخابات التي طالبت المعارضة بمقاطعتها. ودعت شخصيات سياسية معروفة بينها المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي لمقاطعة الانتخابات على اعتبار أنها لا تتوافر فيها الضمانات اللازمة أو مرشحين كافيين. ووصفت عدة منظمات محلية ودولية الانتخابات ب"المهزلة" بعد إقصاء المعارضين الذين كانوا يسعون للترشح في الانتخابات، وكذلك قمع الاصوات المعارضة وآخرهم المرشح الرئاسي السابق المنتمي للتيار الإسلامي عبد المنعم أبو الفتوح الذي اعتقل بتهمة انتقاد الحكومة في مقابلة تلفزيونية. وحثت الأممالمتحدة السلطات المصرية على ضمان عملية انتخابية "ذات مصداقية وشاملة وسلمية تشاركية"، بعد اعتقال رئيس اركان الجيش الاسبق سامي عنان، الذي كان يسعى لخوض الانتخابات. واتهمت القوات المسلحة عنان باعلان ترشحه قبل الحصول على تصريح منها، و"تزوير" أوراق من أجل الترشح للانتخابات ومحاولة الوقيعة بين الجيش والشعب من خلال انتقاده لدور القوات المسلحة في البلاد. وقبلها اعتقل العسكري أحمد قنصوة في دجنبر الماضي وأدين بالسجن ست سنوات، بعد ظهوره في مقطع فيديو وأعلان نيته خوض الانتخابات. ومن غير المسموح للعسكريين في مصر بالتعبير عن ارائهم السياسية، ولكن كل الحكام في البلاد منذ 1952 جاءوا من القوات المسلحة، عدا الرئيس الاسلامي محمد مرسي الذي ظل عاما واحدا في السلطة قبل أن يتدخل الجيش للإطاحة به. وتراجع رئيس الوزراء السابق أحمد شفيق أيضا عن خوض الانتخابات وسط حديث عنه أنه تعرض لضغوط لإثنائه عن منافسة السيسي. وأخيرا أعلن السياسي المعارض خالد علي عن عدم خوض الانتخابات بعد اعتقال عنان وبعد رصد "مخالفات" ضد حملته. وتجري الانتخابات الرئاسية داخل مصر أيام 26 و27 و28 من مارس المقبل.