تنطلق الاثنين انتخابات الرئاسة المصرية التي تجري على مدار ثلاثة أيام، ويخوضها الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي باعتبار فوزه أمرا محسوما، أمام منافس وحيد غير معروف، هو موسى مصطفى موسى. وعقب حملة هيمنت عليها اللافتات الانتخابية للسيسي بشوارع البلاد، في شبه غياب المؤتمرات الانتخابية للمرشحين ومقاطعة المعارضة، بات السؤال الوحيد الذي يطرحه الكثيرون يتعلق بالنسبة التي ستسجلها المشاركة في الانتخابات. فبينما تتوقع بعض الهيئات الرسمية مثل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام مشاركة 60% من نحو 60 مليون مصري مدعوين للإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع، مثلما قال رئيسه مكرم محمد أحمد مؤخرا، يشير المراقبون إلى أن نسبة المشاركة ستكون أقل بكثير. من جانبه، يرى تيموثي قلدس، الباحث في معهد التحرير لسياسات الشرق لأوسط، أن هذه الانتخابات لا تثير اهتمام المصريين؛ وذلك يرجع من ناحية إلى تراجع شعبية السيسي واعتقاد الكثيرين بأن العملية الانتخابية "هزلية"، ومن ناحية أخرى لمعرفة قطاع من أنصار الرئيس أنه سيفوز وليس لديهم محفزات تدفعهم إلى التوجه إلى مراكز الاقتراع. وستجري الانتخابات تحت إشراف تسع منظمات عربية ودولية ونحو 50 منظمة غير حكومية محلية، فضلا عن الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي، الذي أكد الأسبوع الماضي أنه سيرسل 40 مراقبا لمتابعة عملية التصويت على مدار أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء. وكان المصريون بالخارج قد مارسوا حقهم في التصويت بين يومي 16 و18 من مارس الجاري. وبالرغم من عدم الكشف عن نسبة التصويت في الانتخابات بالخارج، فإن وسائل الإعلام المحلية قامت بتغطية التصويت على مدار الأيام الثلاثة، بنشرها صورا لناخبين يحملون أعلام مصر، وإشادتها بالالتزام الوطني لمن توجهوا إلى القنصليات المصرية للإدلاء بأصواتهم. وفي مواجهة الحماس المؤسسي والحكومي، وجّهت ثمانية أحزاب و150 شخصية في ال30 من يناير الماضي دعوة للمقاطعة، على اعتبار أنه "لا ضمانات، ولا مرشحين، ولا حريات؛ لذلك لا توجد انتخابات"، على حد قول حمدين صباحي، المرشح الرئاسي السابق وزعيم حزب الكرامة. واتخذت المعارضة هذا الموقف بعدما قرر مرشحها الأساسي خالد علي، الناشط والمحامي الحقوقي والمرشح الرئاسي السابق، الانسحاب من السباق الرئاسي وعدم تقديم أوراق ترشحه لخوض الانتخابات، وتخلى أحمد شفيق، رئيس الوزراء السابق، عن الترشح عقب إعلان اعتزامه القيام بهذه الخطوة؛ في حين جرى اعتقال سامي عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية السابق، فور إعلان نيته خوض غمار هذا السباق بسبب ما وصف بمخالفات في إجراءات ترشحه. ومن ناحية أخرى، وصفت مجموعة تضم 14 منظمة غير حكومية دولية، بينها (هيومن رايتس ووتش) و(مراسلون بلا حدود)، أيضا الانتخابات ب"المهزلة"، ونددت بإجرائها في خضم "أسوأ أزمة حقوق إنسان بالبلاد منذ عقود". واختتم السيسي الحملة الانتخابية في ال23 من الشهر الجاري بزيارة لإحدى القواعد العسكرية بشمال سيناء، حيث يواجه الجيش جماعات مسلحة؛ بينها "ولاية سيناء" التابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ليذكر بأن أحد محاور سياسته يتجسد في مكافحة الإرهاب أو "قوى الشر"، كما يسميها أحيانا. ولم تشهد الحملة الانتخابية وقوع أي اعتداءات سوى التفجير وقع في الإسكندرية أول أمس السبت، وكان يستهدف موكب مدير أمن المدينة، الذي نجا من الحادث، متسببا في مقتل سائق أحد سيارات الحراسة وفرد من الشرطة. *إفي