ب 25 فبراير, 2018 - 11:00:00 بدأت رسميا في مصر يوم السبت حملة الانتخابات الرئاسية والتي من المقرر إجراؤها في 26 مارس المقبل، والتي تبدو نتيجتها محسومة سلفا للرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي في ظل عدم وجود أي منافس قادر على صنع المفاجأة. ودعي المصريون للاقتراع لمدة ثلاثة أيام من 26 إلى 28 مارس المقبل في الجولة الأولى لانتخابات ينافس فيها السيسي الذي يحكم مصر بيد من حديد منذ 2014، خصما لم يكن معروفا قبل ترشحه هو رئيس حزب "الغد" المصري موسى مصطفى موسى. وموسى وحزبه من مؤيدي السيسي وكان حسابه على فيس بوك يعج بصور وكلمات التأييد للرئيس. وتشير تقارير في وسائل الإعلام المحلية إلى أنه قدم أوراق ترشحه في محاولة لحفظ ماء الوجه وحتى لا يبقى السيسي مرشحا وحيدا. وبعد أن تم استبعاد المعارضين للنظام من سباق الرئاسة أو قرروا الانسحاب مبررين موقفهم بالضغوط، أعلن مصطفى موسى في اللحظة الأخيرة خوضه الانتخابات الرئاسية وقدم أوراقه إلى الهيئة الوطنية للانتخابات في الساعات الأخيرة قبل غلق باب الترشيح. ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة مصطفى كامل السيد إنه لا ينبغي "على الإطلاق" انتظار أي شيء من الحملة الانتخابية التي يعتقد أنها ستكون مجرد "تصريحات بالدعم الكامل"للرئيس السيسي.ومن غير المتوقع بحسب السيد، أن تشهد الحملة الانتخابية جدلا سياسيا. ويضيف "ستتركز الحملة على مرشح واحد". قواعد للحملة الانتخابية والرئيس السيسي حاضر بالفعل بشكل شبه دائم على شاشات التلفزيون وفي الصحف إذ تغطي وسائل الإعلام على مدار الساعة أنشطته ولقاءاته مع مختلف المسؤولين المصريين والأجانب. وفي الشوارع لا أثر لصور موسى مصطفى موسى لكن صور السيسي منتشرة وسط اللافتات الدعائية. ومع ذلك فرضت الهيئة العليا للانتخابات المسؤولة عن إدارة العملية الانتخابية برمتها، قواعد للحملة الانتخابية من ضمنها أن تتخذ وسائل الإعلام موقفا "موضوعيا" وأن توفر فرصا "متساوية" للمرشحين. كما أعلنت الهيئة أنه "يحظر على شاغلي المناصب السياسية وشاغلي وظائف الإدارة العليا في الدولة، الاشتراك بآية صورة من الصور في الدعاية الانتخابية بقصد التأثير الإيجابي أو السلبي على نتيجة الانتخابات أو على نحو يخل بتكافؤ الفرص بين المترشحين". وانتقدت وسائل الإعلام الموالية للسلطة بشدة الدعوات إلى مقاطعة الانتخابات التي أطلقتها شخصيا سياسية معارضة.ومنذ بدء السباق الرئاسي تم توقيف عدة شخصيات معارضة. الحرص على نسبة المشاركة وفي مؤتمر بثته التلفزيونات المصرية السبت، قال محمد بهاء أبو شقة المتحدث باسم حملة السيسي إن "هدف الحملة هو نزول المواطنين والمشاركة في التصويت"حتى لو كان الرئيس المصري هو "المرشح الأوفر حظا". وتابع "الحملة حريصة على كل صوت ويمكن ذلك من خلال حملات طرق الأبواب في كل مكان في البيوت والمزارع والمصانع". وشدد على أن "نزول المواطنين لا يقل أهميةعن طلقات الرصاص من أسلحة الجنود" في مواجهة الإرهاب. ويشير مصطفى كامل السيد إلى أن نسبة المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية في تراجع مستمر منذ الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 2012 وفاز فيها القيادي في الإخوان المسلمين محمد مرسي قبل أن يطيح به الجيش في تموز/يوليو 2013 إثر مظاهرات طالبت برحيله. وفي 2014، خاض السيسي الانتخابات في مواجهة حمدين صباحي وهو مرشح، وفق السيد، كانت لديه فرصة ضئيلة في الفوز ولكنه كان يتمتع بمصداقية سياسية وشرعية شعبية أكبر من تلك التي يحظى بها في الانتخابات الحالية موسى مصطفى موسى. ويبدو الامتناع عن المشاركة في ظل الوضع الحالي الخصم الحقيقي الوحيد للسيسي. ويقول مصطفى كامل السيد "كلما كانت الانتخابات أكثر تنافسية كانت نسبة المشاركة أكبر هذه قاعدة طبيعية".