الختان خطر على الفتيان وانتهاك لحقوق الطفل. هذا ما كتبه اتحاد الأطباء الهولنديين في مقال للرأي نشرته في صحيفة تراو. يبدو أن السياسيين الهولنديين والفاعلين في المجتمع المدني قد لا يعارضون فرض حظر على الختان. يعد ختان القاصرين عملية جراحية لا يمكن إصلاحها، تجرى على أطفال بأعمار لا تسمح لهم بإبداء رأي شخصي بشأنها، بحسب كتاب المقال (مدير اتحاد الأطباء الهولنديين وطبيبان بارزان) الذين يرون أن العملية انتهاك خطير لحقوق الطفل فضلا عن كونها محفوفة بالمخاطر. "كثيرا ما تحدث مضاعفات خطيرة مثل النزيف والالتهابات وتضيق مجرى البول وثقب في مجرى البول وتشوهات وندب. كذلك هناك تقارير حول حالات بتر ووفيات. وإجراء الختان من دون تخدير يسبب آلاما حادة لدى الطفل، وتظهر على المدى الطويل مشاكل نفسية وجنسية". تشهد هولندا إجراء ما يقرب بين 10 إلى 15 ألف عملية ختان سنويا، معظمها لأسباب دينية في الأوساط اليهودية والإسلامية. ولقد حان الوقت، بحسب كتاب المقال، أن تتحمل كل من الحكومة الهولندية ومجلس النواب ومنظمات حقوق الإنسان مسؤوليتهم وأن يعلنوا رفضهم لختان الفتيان لأنه انتهاك لحقوق الطفل. يعتقد هؤلاء الأطباء أنهم لا يتوقعون أن يختفي الختان على المدى القصير، لأنه جزء من الممارسات الدينية المتجذرة في الأوساط اليهودية والإسلامية. لكن إعطاء إشارة قوية من المجتمع سوف تؤدي تدريجيا إلى تغيير في العقلية في ما خص هذا الموضوع. "من خلال الجدل الذي دار حول تشويه الأعضاء الجنسية الذي يلحقه الختان على النساء، نعرف كم من المهم تعزيز الشكوك لدى الآباء من أجل تحفيزهم ودعمهم لمواجهة الضغوط الدينية والاجتماعية". المنظمات اليهودية والإسلامية ليست سعيدة بمبادرة اتحاد الأطباء الهولنديين." لا يمكن مناقشة كيفية ختان الفتيان"، يقول الحاخام رافاييل إيفرس من اتحاد المنظمات اليهودية (NIK) .أما إدريس البوجوفي من اتحاد المساجد المغربية فقد أكد لصحيفة تراو على أن " الختان هو مبدأ من مبادئ ديننا ونريد أن نحافظ عليه". ومع وجود أسباب وجيهة، لا يدعو اتحاد الأطباء الهولنديين إلى فرض حظر على ختان الفتيان، لأن الأمر سيؤدي إلى نتائج عكسية:"هناك خوف من أن الحظر سيدفع بالناس لإجراء في السر وعلى أيدي أشخاص غير مختصين وتحت ظروف غير صحية". غير أن يوسف التونتاس من منظمة 'اتصال المسلمين مع الحكومة‘ من أن يؤدي النقاش حول الختان في نهاية الأمر إلى فرض الحظر عليه. وقال في صحيفة دي فولكس كرانت:" إذا كان اتحاد الأطباء يريد في الواقع تغيير العقلية، فعليه إذا أن لا يتوجه إلى الحكومة والبرلمان ومنظمات حقوق الإنسان، بل عليه الدخول في حوار مع الشباب اليهودي والمسلم". يُنشر بالاتفاق مع إذاعة هولندا العالمية