بعد المشاورات الموسعة التي أجراها مع جبهة البوليساريو نهاية الشهر الماضي في العاصمة الألمانية برلين، أجرى المبعوث الأممي إلى الصحراء، هورست كولر، مباحثات مع وزير خارجية موريتانيا، باعتبار بلاده أحد أطراف النزاع ومن بين الدول المجاورة المعنية بالموضوع. وجاء لقاء وزير الشؤون الخارجية والتعاون الموريتاني، إسلكو ولد أحمد إزيد بيه، رفقة مستشار الرئيس الموريتاني ومدير التعاون الدولي بوزارة الخارجية والتعاون، تلبية لدعوة المبعوث الأممي في إطار المجهودات التي يقوم بها مؤخراً من أجل الدفع بعجلة المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو، حسب ما أعلنته وكالة الأنباء الموريتانية، ولكنها لم تُفصح عن تفاصيل الاجتماع. والملاحظ في "لقاءات برلين" أن كولر شرع في عقد مشاوراته مع أطراف النزاع غير المباشرين؛ فيما لم يتم الإعلان حتى الآن عن برمجة أي لقاء مع المملكة المغربية. كما أن الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، لم يعلن خلال ندوة الخميس الصحافية عن تاريخ مرتقب للجلوس مع موفد الأممالمتحدة. وعلمت هسبريس، من مصادر خاصة، أن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، دعا كولر إلى نقل الاجتماع مع الجانب المغربي إلى العاصمة الرباط؛ وهو الأمر المرتقب أن تستغله الآلة الدعائية للبوليساريو لتروج أن المملكة شرعت في عرقلة مساعي الأممالمتحدة. من جهتها، اختارت الجبهة الانفصالية العودة إلى التلويح بخيار الحرب وحمل السلاح، وأعلنت في خطوة استفزازية مناورة عسكرية جديدة في منطقة "بئر لحلو" العازلة. وأفادت وسائل إعلام الجبهة بأن "الناحية العسكرية الخامسة بمنطقة بئر لحلو ستجري ملتقى أركان جيش التحرير الشعبي الصحراوي تحت إشراف إبراهيم غالي"، وأضافت أن ما يُسمى وزير الدفاع ترأس اجتماعاً موسعاً لهيئة الأركان العامة من أجل استعراض الجاهزية القتالية لمليشيات التنظيم. وكانت الحكومة المغربية جددت نفيها وجود أي إعداد لمفاوضات مباشرة مع جبهة البوليساريو الانفصالية؛ وذلك في أول رد رسمي على الدعوة التي وجهتها الجبهة للدخول في مفاوضات مباشرة مع الرباط بشأن قضية الصحراء المغربية. رد المغرب جاء بعدما أعلن من يسمى وزير الخارجية عن الجمهورية الوهمية، محمد سالم ولد السالك، خلال مؤتمر صحافي عقده بالجزائر الاثنين الماضي، أن "البوليساريو مستعدة للدخول في مفاوضات مباشرة مع المملكة المغربية لصنع السلام". وفي هذا الصدد قال مصطفى الخلفي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، الناطق الرسمي باسم الحكومة، خلال الندوة التي عقبت المجلس الحكومي: "ليست هناك مفاوضات مباشرة، وليس هناك شيء مبرمج"، واصفا الجهات التي تروج لذلك بأنها "تسعى إلى أن تغطي على انتكاسات".