في إطار مجهودات الأممالمتحدة لإحياء المفاوضات المباشرة حول قضية الصحراء، التقى هورست كولر، المبعوث الأممي إلى الصحراء، مساء الاثنين في برلين، وفدا عن جبهة البوليساريو استعدادا للمائدة المستديرة الثانية المرتقبة في شهر مارس الحالي بمدينة جنيف السويسرية، بمشاركة جميع أطراف النزاع. ومثل البوليساريو، في هذا الاجتماع، كل من خطري آدوه، رئيس المجلس الوطني الصحراوي، وأمحمد خداد، منسق الجبهة مع بعثة المينورسو بالعيون ولجنة العلاقات الخارجية، والقيادية الانفصالية فاطمة المهدي، وسيدي محمد عمار، ممثل البوليساريو بالأممالمتحدة، ومحمد عالي الزروالي، مستشار لدى ما يسمى بالأمانة الوطنية. ويأتي هذا اللقاء بعد اجتماع مماثل عقده المسؤول الأممي مع الوفد المغربي بقيادة ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، بالعاصمة الفرنسية باريس الأسبوع الماضي؛ لكن الطرف المغربي تكتم عن هذا الاجتماع غير المعلن. وقالت جبهة البوليساريو، تعليقاً على لقائها بالمبعوث الأممي، إنها "منخرطة بشكل جدي وبناء في المفاوضات التي يشرف عليها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، مؤكدة "حرصها ودفاعها المستميت عن الحقوق المشروعة للشعب الصحراوي، خاصة حقه في تقرير المصير والاستقلال تماشيا مع قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة". وأوضحت مصادر جريدة هسبريس الإلكترونية أن اللقاء، الذي عقده كولر مع البوليساريو وقبله المغرب، خصص لمناقشة جدول أعمال موحد تقدم به الموفد الأممي من أجل إبداء الملاحظات عليه والتوافق حوله لإنجاح المحطة المرتقبة، خصوصا أن الرئيس الألماني السابق يراهن عليها من أجل إخراج الملف من حالة الجمود وإقناع طرفي النزاع بالعودة إلى طاولة المفاوضات المباشرة. وركزت الجولة الأولى على القضايا الإقليمية في محاولة لتوحيد الرؤى حول تداعيات النزاع على المنطقة، بينما يرتقب أن يتمحور جدول أعمال المحطة المقبلة على تصور أطراف النزاع لإعادة إحياء المفاوضات ودور كل من الجزائر وموريتانيا في الدفع بالعملية السياسية. وتزامنا مع الجولة الجديدة من المشاورات الأممية حول الصحراء، خصص مجلس الأمن الدولي أربع جلسات لمناقشة تطورات ومستجدات النزاع خلال شهر أبريل المقبل، مباشرة بعد انتهاء المائدة المستديرة الثانية بعد أيام في مدينة جنيف السويسرية. وكان قرار مجلس الأمن الأخير رقم 2440 بشأن قضية الصحراء كرس، للمرة الأولى، دور الجزائر كطرف رئيسي في العملية السياسية، وعلى أساس ذلك وبتلك الصفة شاركت في اجتماع جنيف الأول أسوة بالمغرب وموريتانيا.