في وقت تعتبر فيه جبهة البوليساريو الانفصالية لقاء جنيف حول الصحراء مفاوضات مع الرباط من أجل إيجاد حل لهذا النزاع، يؤكد المغرب أن الاجتماع المنعقد يومي 5 و6 دجنبر الجاري بسويسرا بمشاركة جميع أطراف النزاع هو "اختبار للدول المعنية من أجل تقييم رغبة كل جهة في التوصل إلى حل". وأوضحت مصادر جريدة هسبريس الإلكترونية أن "الأمر لا علاقة له بأي مفاوضات كما يتم الترويج لذلك، ومائدة جنيف تأتي في سياق خاص ومغاير عن المفاوضات التي جرت في مانهاست منذ سنوات بدليل أن الأطراف الأربعة المشاركة في الاجتماع (وهي المغرب والجزائر والبوليساريو وموريتانيا) تلقت الدعوة نفسها وبصيغة ومضمون موحدين". وعلمت هسبريس بأن جدول الأعمال الذي وضعه المبعوث الأممي هورست كولر على طاولة "المائدة المستديرة" يتعلق بنقاش عام حول تطور ملف الصحراء في السنوات الأخيرة والوضع الإقليمي بالمنطقة، وتقييم التحركات التي باشرها الرئيس الألماني السابق منذ تسلمه للوساطة الأممية خلفاً لكريستوفر روس. واستمرارا على نفس نهج لقاء لشبونة مع المبعوث الأممي كولر، حرص المغرب في تركيبة الوفد المغربي المشارك في جنيف على تمثيلية منتخبي الأقاليم الجنوبية وحضور المجتمع المدني، إذ إنه من أصل 5 مسؤولين مغاربة يوجد 3 أعضاء من الصحراء؛ وهم حمدي ولد الرشيد رئيس جهة العيون الساقية الحمراء، وينجا الخطاط رئيس جهة الداخلة وادي الذهب، كما تم تعزيز الوفد بالعنصر النسوي في شخص الفاعلة الجمعوية فاطمة العدلي عضو المجلس البلدي للسمارة. مواجهة المغرب لمزاعم البوليساريو والجزائر من خلال الصحراويين المشاركين في اللقاء أثار حفيظة الجبهة قبل انطلاق "المائدة المستديرة"، حيث أطلقت الأذرع الإعلامية للتنظيم الانفصالي النار على الفاعلين المنحدرين من الأقاليم الجنوبية واصفين إياهم ب"الخونة". وكانت مونية بوستة، كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، أكدت، أمس الاثنين بالرباط، أن "المائدة المستديرة" حول موضوع الصحراء المغربية، التي ستنعقد بجنيف يومي 5 و6 دجنبر الجاري، تعدّ مناسبة للحسم في إجراءات بناء الثقة. وأوضحت بوستة أن القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي رقم 2440 "يعتبر بمثابة تطور نوعي، حيث أكد على ضرورة انطلاق المسلسل السياسي للوصول إلى حل سياسي توافقي وواقعي وعملي ودائم"، مشددة على أن "مقترح الحكم الذاتي المغربي يظل الحل الوحيد الواقعي". وأضافت المسؤولة الحكومية أن "القرار أكد أيضا على محورية دور الجزائر، خاصة من خلال دعوتها كطرف في المائدة المستديرة لجنيف"، مسجلة أن "القرار 2440 قطع مع أسطورة "الأراضي المحررة"، إذ توجه مخاطبا "البوليساريو" ومن ورائها الجزائر بعدم نقل هياكلها إلى منطقتي تيفاريتي وبئر لحلو، إضافة إلى الحد من الاستفزازات التي تكون شرق جنوب المنظومة الدفاعية المغربية؛ وهو ما يؤكد شرعية ووجاهة موقف المملكة إزاء الوضع بهذا الجزء من الصحراء المغربية".