تناولت الصحف، الصادرة اليوم السبت في منطقة شرق أوروبا، قضايا ومواضيع متنوعة، من بينها اللقاء المرتقب بين رئيس الوزراء البولوني والمستشارة الألمانية وأبعاد العلاقات الثنائية بعد فتور طويل، واللقاءات التي بدأها رئيس الوزراء اليوناني مع القوى السياسية في البلاد بهدف تسوية الخلاف مع مقدونيا، ورهانات مؤتمر الحوار الوطني السوري المقبل بمدينة سوتشي ، وعزم تركيا مواصلة عمليتها العسكرية في عفرين ، والجدل الدائر بالنمسا حول تورط أعضاء من اليمين في أعمال معادية للسامية، إضافة إلى مواضيع آخرى. ففي بولونيا، كتبت صحيفة "ناش دجيينيك" أن اللقاء المرتقب بين رئيس الوزراء البولوني ماتيوس مورافيسكي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ،يوم 15 من فبراير القادم ،"قد يكون المنعطف الجديد في علاقات البلدين بعد شهور من الجفاء والفتور، كما قد يكون فرصة سانحة لوضع أهم القضايا السياسية والاقتصادية الخلافية على طاولة الحوار ،مع التطلع الى تصحيح مسارات التعاون بين الجانبين على نفس وتيرة العلاقات السابقة ،التي كانت نموذجية دائما". وأضافت الصحيفة أن "ما قد يعاب على ألمانيا في علاقاتها مع بولونيا مؤخرا ،هو أن برلين لم تراع مقترحات وتصورات بولونيا بخصوص قضية الهجرة ،التي ستنفع كثيرا ألمانيا نفسها ،كما اصطفت ألمانيا مع المجموعة الأوروبية التي شككت في سيادة القانون في بولونيا ،رغم أنها تعرف يقينا أن بولونيا التزمت دائما بمسؤولياتها الديموقراطية وحرصت على تطبيق الدستور". وكتبت صحيفة "فبوليتيسي" أن "أهمية اللقاء بين مسؤولي البلدين تتجلى أيضا من حيث التوقيت والزمن ،بمعنى أن الحوار بين الجانبين يأتي في فترة بدأت مؤسسات الاتحاد الأوروبي تراجع كثيرا من القرارات والآليات التي تخص قضايا الهجرة ومناقشة برمجة الميزانية القادمة ،وبدء عمل بولونيا على مستوى مجلس الأمن الدولي كعضو غير دائم ،الذي من المفترض أن تكون خلاله وارسو صوت أوروبا الوسطى ". وأوضحت أن "الواقع السياسي القاري والدولي قد تغير كثيرا ،وأثرت فيه معطيات كثيرة تحتم على برلينووارسو أن تقوما بخطوة تقارب بينية نوعية ،لأن تقارب البلدين سينفع كثيرا البلدين معا ،بحكم الجوار والتاريخ المشترك والعلاقات الانسانية والاقتصادية الصلبة ". وأبرزت صحيفة "فبروست" أن اللقاء "سيكون لقاء المكاشفة ومعالجة الأمور بالصراحة والوضوح اللازمين ،وعلى البلدين أن يطويا صفحة الخلافات السابقة ويطرحان كل "المواضيع الصعبة" ،التي تتطلب تقريب وجهات النظر والعثور على القواسم المشتركة". وأشارت الصحيفة إلى أنه "من غير المستبعد أن يطرح رئيس الوزراء البولوني ماتيوس مورافيسكي موضوع تعويضات الحرب العالمية الثانية من ألمانيا ،حتى يرفع الغموض بشأنه ويبدد أهم خلاف بيني عمر لسنوات طويلة ،دون أن يجد الحل المنطقي ،الذي يجبر ضرر الشعب البولوني ". وفي اليونان، كتبت صحيفة (كاثيمنيري) أن رئيس الوزراء بدأ مرحلة الحسم في ما يخص تسوية الخلاف مع مقدونيا حول تغيير اسم هذه الدولة ،بشروعه في سلسلة لقاءات مع القوي السياسية في البلاد. وأضافت أنه بدأ مساء الجمعة لقاءاته باجتماع للحكومة مخصص لهذا الملف ،شارك فيه أيضا كبار مسؤولي وزارة الخارجية تلاه اجتماع مع رئيس الدولة بروكوبيس بافلوبولوس . وأضافت الصحيفة أنه سيلتقي اليوم السبت مع قادة الأحزاب السياسية لإطلاعهم على النتائج ،التي وصلتها المفاوضات الى غاية اليوم ومختلف المقترحات المطروحة لتسوية نهائية لهذا الخلاف التي تبدو قريبة جدا. صحيفة (تو فيما) اعتبرت أن هذا المشكل أصبح فجأة يطغى على جميع مشاكل البلد الأخرى، والقضية الوحيدة التي تهيمن على الخطاب العام ،هي حدود المفاوضات مع الحكومة في سكوبي، وقالت أن هذه المسألة حيوية بالفعل ولكنها بالتأكيد ليست القضية الوحيدة ،التي ينبغي أن تشغل البلد والمجتمع. وأضافت الصحيفة أن البلد يواجه مفاوضات صعبة بشأن شروط الرقابة المالية بعد انتهاء برنامج التقويم الهيكلي الحالي في غشت المقبل ،ناهيك عن الشروط التي سيتم بها تخفيف عبء الديون، التي ستحدد مسار البلد في السنوات المقبلة . ومع ذلك، تقول الصحيفة ، يبدو أن المشاعر القومية العاطفية والوطنية أصبحت أكثر أهمية من الاتفاقيات مع المانحين ،التي ستؤثر على جميع حياتنا، لسنوات عديدة قادمة. وفي روسيا، كتبت صحيفة (نيزافيسمايا غازيتا) ، نقلا عن مصادر من المعارضة السورية، أن موسكو تعتزم دعوة المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني السوري المقرر عقده في مدينة سوتشي (جنوبروسيا) ، يومي الإثنين والثلاثاء المقبلين، لمناقشة اقتراح يهم إنشاء لجنة للإصلاح الدستوري في سوريا ينتظر أن تعمل تحت رعاية الأممالمتحدة. وأضافت الصحيفة أن روسيا تنوي أيضا اقتراح تشكيل لجنتين أخريين تهمان الانتخابات والرئاسة ،بهدف تسريع وتيرة التسوية والمضي قدما فيها، مشيرة إلى أن "الشيء الوحيد الذي يهدد بنسف هذه الجهود هو احتمال تخلف اللجنة العليا للمفاوضات وممثلي الوفد الكردي عن حضور أشغال مؤتمر سوتشي"، لكونهما يعتبران عنصرين هامين في مفاوضات التسوية النهائية. وارتباطا بنفس الموضوع، أبرزت صحيفة (كوميرسانت) تأكيد المحلل السياسي الكردستاني، رضوان باديني، أن "الأكراد في أمس الحاجة للدفاع عن حقوقهم في مختلف المنصات المخصصة لبحث مستقبل سوريا ومسلسل التسوية في هذا البلد ، بما في ذلك مؤتمر سوتشي المقبل". ونقلت عنه قوله إن العديد من السياسيين الأكراد "لا ينظرون بعين الرضا لمؤتمر سوشتي، ويعتقدون أن روسيا خانتهم ولم توف بالتزاماتهما تجاههم، لكونها لم تتخذ خطوات ملموسة لثني تركيا عن القيام بالعملية العسكرية الجارية في مدينة عفرين". وقالت الصحيفة إن روسيا قررت عدم توجيه الدعوة لأي من ممثلي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني، وذراعه المسلح وحدات حماية الشعب الكردية السورية، لحضور فعاليات المؤتمر، نزولا عند طلب أنقرة، معتبرة أنه "يستحيل إحراز أي تقدم في مسلسل التسوية السورية دون التوصل إلى توافقات وتفاهمات مع تركيا وإيران ،حول مجموعة من القضايا". وفي النمسا، ذكرت صحيفة (كرونن زيتونغ) أن النيابة العامة بفينر نوسدات (النسما العليا) ،على بعد 50 كلم جنوب فيينا ، فتحت تحقيقا بعدما كشفت مجلة "فالتر" الأسبوعية أن طلاب حزب الحرية اليميني المتطرف نشروا كتيبا قديما يتضمن أغان معادية للسامية ومؤيدة للنازية، مما أثار موجة استنكار واسعة بالبلاد، لاسيما أن أودو لاندباور، وكيل لائحة حزب الحرية اليميني المتطرف، للانتخابات البلدية بالنمسا العليا المقررة يوم الأحد، يتولى منصب نائب رئيس رابطة الطلاب. وأضافت الصحيفة أن نائب المستشار النمساوي ورئيس حزب الحرية اليميني المتطرف، هاينز كريستيان ستراتش، أكد أنه سيندد "بكل أشكال معاداة السامية" خلال كلمته في افتتاح الحفلة ،التي سيقيمها طلاب حزبه في القصر الإمبراطوري السابق "هوفبورغ" في فيينا. وأشارت الصحيفة إلى أنه سيتم نشر العديد من عناصر الأمن في محيط المكان ،الذي سيقام فيه الحفل، لتطويق الاحتجاجات المتوقع تنظيمها. من جهتها، توقفت صحيفة (دير ستاندار) عند الكلمة التي ألقاها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الجمعة، خلال منتدى دافوس الاقتصادي بسويسرا، مشيرة إلى أن ترامب "أطلق العنان، عن غير قصد، لحرب تجارية"، وأكد أن بلاده "لن تغض الطرف بعد الآن" عن ما وصفها ممارسات تجارية غير عادلة. وتساءلت الصحيفة عما "إذا كان ترامب سيقبل، على المستوى السياسي ، أن تعلن منظمة التجارة العالمية أن الرسوم الجمركية غير قانونية"، وهو الاحتمال الذي يرجح الخبراء حدوثه، معتبرة أنه إذا كانت الرسوم الجمركية غير قانونية، فإن العديد من الدول "ستلجأ إلى اتخاذ إجراءات مضادة وسيشتد الصراع أكثر فأكثر". وفي تركيا، جددت صحيفة (دايلي صباح) التأكيد على استعداد أنقرة لمواصلة العملية العسكرية التي بدأتها إلى حين القضاء على آخر إرهابي على طول حدودها الجنوبية ،التي تمتد من البحر الأبيض المتوسط إلى الحدود العراقية، مؤكدة أن "عملية "غصن الزيتون" ليست سوى جزءا من هذه الحرب". وأضافت الصحيفة أنه، "أمام موجة المعلومات الخاطئة" ،التي تسربها مختلف الأطراف، فإن أهداف ونطاق العملية العسكرية ،التي بدأت في عفرين (شمال غرب سوريا) ،تستهدف فقط المنظمات الإرهابية. ونقلت الصحيفة عن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قوله "أعلنها مرة أخرى أمام العالم أجمع أن عملية "غصن الزيتون" موجهة ضد الإرهابيين وتنظيماتهم فقط، وأقول للذين يعتبرون العملية حملة غزو، ابحثوا في ليبيا ورواندا ومالي عن الذين قاموا بالغزوات هناك"، مؤكدا أن "تركيا وجيشها لم يسبق لهما أن تصرفا مثل الغزاة". من جهتها، أفادت صحيفة (ستار) أن العملية العسكرية في مدينة عفرين شمال غرب سوريا تعتبر "بمثابة تحذير"، مؤكدة أنه "سيتم شل حركة المنظمات الإرهابية قريبا". وسجلت الصحيفة أن تركيا حريصة على تجنيب المدنيين أضرار العملية العسكرية الموجهة ضد الإرهابيين، مؤكدة أنه "لو استخدمت أنقرة كامل القوة التي تملكها ضد الإرهابيين لانتهت عملية "غصن الزيتون" في بضعة أيام، إلا إنها تأخذ في الحسبان سلامة المدنيين الأبرياء بقدر سلامة الجنود الأتراك".