ركزت الصحف، الصادرة اليوم الجمعة بمنطقة شرق أوروبا، اهتمامها وتعليقاتها على قضايا ومواضيع متنوعة، من بينها قضية منظمة (الفخر والحداثة) المتطرفة الممجدة للفكر النازي، والمباحثات التي جرت في دافوس بين رئيسي وزراء اليونان ومقدونيا بشأن تغيير اسم الأخيرة، وموقف المواطنين الروس من مشاركة رياضيي بلادهم في الألعاب الأولمبية الشتوية تحت علم محايد، واستنكار تركيا للدعم الذي تقدمه الولاياتالمتحدة لوحدات حماية الشعب الكردية السورية، واستئناف محادثات السلام السورية بمدينة جنيف، إضافة إلى مواضيع أخرى. ففي بولونيا، اعتبرت صحيفة "غازيتا بولسكا" أن "المجتمع البولوني يجب أن يدين بشدة ممارسة وأفكار منظمة (الفخر والحداثة) ،التي تتبنى الفكر النازي والفاشي والشمولي ،وهي أفكار لا تمت الى قناعات المجتمع بصلة ،وهو المجتمع الذي عانى بدوره من هذه الافكار الدخيلة في حقب عصيبة من تاريخه الوطني " . وأضافت أن قضية المنظمة المتطرفة تشكل مناسبة مهمة "للحديث عن مقتضيات القانون البولوني والأحكام الواردة فيه بخصوص التعامل مع الافكار والممارسات المتطرفة ،والتي تسيئ الى البلاد والى سمعتها والى سمعة مواطنيها "،معتبرة أن البلاد عليها "تبني قوانين صارمة جدا ،حتى يعتبر من لا يعتبر من الذين يسمحون لأنفسهم بنشر أفكار اكتوت بنارها بولونيا نفسها ،وكانت السبب في هلاك عشرات الملايين من الناس في أوروبا بشكل عام ". ورأت صحفة "غازتيا برافنا" أن كل مكونات المجتمع "لا يجب أن تتسامح وتتساهل مع الافكار المتطرفة وأن تتهاون في التعامل معها بكل الطرق الممكنة ،القانونية والأمنية والتحسيسية والتربوية" . واعتبرت أن "بروز مثل هذه المنظمات بأفكارها الإقصائية والعنصرية الخطيرة ،قد يعني أن هناك خلل ما في منظومة ما ،وقد لا يعني ذلك بالضرورة الأمن والقانون ،بقدر ما قد يعني النظام التربوي ،الذي من أدواره تحصين المجتمع من الأفكار الدخيلة والخطيرة وحماية الاجيال الحالية والأجيال اللاحقة" . وشددت صحيفة "رزيشبوسبوليتا" أنه "قد لا تكفي الإدانة والشجب من طرف مكونات المجتمع السياسي والإطار المؤسساتي والقانوني ،بل على كل هذه المكونات أن تبذل جهودا مضاعفة لمواجهة هذا التحدي المجتمعي ،الذي ينخر جسم المجتمع ككل ". وأكدت الصحيفة أنها "تؤيد ما قاله الرئيس البولوني أندري دودا في وقت سابق كون هذا النوع من المنظمات المتطرفة هي أساسا منظمات معادية لبولونيا نفسها ، إذ ليس هناك مكان في المجتمع البولوني لشخص يشيد بزعماء النازية والفاشية والفكر والأنظمة الشمولية المسؤولة عن إبادة البولونيين ومواطني دول أخرى ،وخير مثال على ذلك ما تعرضت له بولونيا خلال الحرب العالمية الثانية وفي فترات سياسية لاحقة ". وفي اليونان، تناولت الصحف المباحثات التي جرت في دافوس بين رئيسي وزراء اليونان تسيبراس ومقدونيا زائيف بشأن تغيير اسم الأخيرة. وكتبت (تو فيما) أن اعلان زائيف عزم بلاده تغيير اسم مطار سكوبيي الذي يحمل ( الاسكندر الاكبر) وايضا اسم الطريق السريع الذي يقطع البلد من (طريق الاسكندر الاكبر) الى (طريق الصداقة السريع) ،خطوة إيجابية وتؤشر عن التخلي عن المواقف المتطرفة السابقة لهذا البلد. وأضافت أن هذا التحول يؤشر لحسن نية الجار الشمالي في المضي قدما في تسوية خلافاته مع اليونان ،لكن الكثير من العراقيل تبقى مطروحة وبالخصوص تعديل اسم البلد في دستور البلاد ،والتوصل لتفاهمات متفق عليها مع أثينا ،ليس فقط بشأن الاسم لكن ضرورة إزالة أية نوايا عدوانية محتملة كيفما كان نوعها. وانتقدت الصحيفة الحكومة اليونانية وقالت انها تجاهلت المعارضة والقوى السياسية في البلاد ،وانفردت بتسوية هذا الخلاف فيما يبدو انها لا تبحث عن وحدة الجبهة الداخلية ،وهو ما سيفتح المجال امام اليمين المتطرف لتعزيز مكانته من خلال العزف على وتر القومية هذا. صحيفة (كاثيمينيري) ذكرت أن سكوبيي ترفض لحد الآن اعتماد أية تعديلات دستورية في صلة بالتسوية النهائية لهذا الخلاف حول الاسم ،وهو ما يجعل أي اتفاق قابلا للإلغاء في حال قدوم حكومة جديدة . وأضافت أن حكومة تسيبراس قدمت تنازلات لسكوبيي ،بل إنها قبلت باسم مركب يتضمن كلمة مقدونيا ،وفي المقابل لم تحصل لحد الآن عن التزام من سكوبيي بالطي النهائي لمختلف القضايا بين البلدين. وفي روسيا، أبرزت صحيفة (إزفيستيا) نتائج استطلاع للرأي أجراه مؤخرا مركز ليفادا، وكشفت أن 71 في المائة من المواطنين الروس أعربوا عن تأييدهم لقرار رياضيي بلادهم المشاركة في الأولمبياد الشتوية، التي ستقام في مدينة بيونغ تشانغ الكورية الجنوبية ،خلال الفترة الممتدة من 9 إلى 25 فبراير المقبل، تحت علم محايد، بسبب قرار اللجنة الأولمبية الدولية منع المنتخب الروسي من المشاركة في الأولمبياد. وأضافت الصحيفة أن 25 في المائة فقط ممن شملهم الاستطلاع، الذي هم نحو 1600 شخص ينتمون ل 48 مدينة روسية، أعربوا عن معارضتهم لهذا القرار واعتبروا أنه كان يتعين على الرياضيين الروس الامتناع عن المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية، مشيرة إلى أن الرأي العام الروسي يعتبر أن الألعاب الاولمبية "تعد حدثا بارزا يوحد جميع الدول ويتيح للجماهير الاستمتاع بالرياضة ونسيان النزاعات السياسية والعسكرية ،التي يعرفها الكثير من مناطق العالم". وأشارت الصحيفة إلى أن 37 في المائة من الروس ألقوا اللوم على وزارة الرياضة واعتبروها السبب في منع منتخب بلادهم من المشاركة في الأولمبياد، ورأى 17 في المائة من المستجوبة آراؤهم أن الأطباء والمدربين هم من يتحمل مسؤولية المنع لكونهم سمحوا للرياضيين بتناول المواد المحظورة، فيما اعتبر 13 في المائة من المستجوبين أن الرياضيين هم من يتحملون المسؤولية كاملة ،لكونهم تناولوا المنشطات بمحض إرادتهم. من جهتها، كتبت صحيفة (روسيسكايا غازيتا) أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حاول خلال مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس (سويسرا)، التركيز على قضية النزاع في كوريا الشمالية والملف النووي الإيراني، وتجاهل الحديث عن المنافسة بين بلاده وروسيا والصين، على الرغم من أن المنافسة مع هذين البلدين شكلت إحدى أبرز أولويات استراتيجية الدفاع الوطنى الجديدة للولايات المتحدة. ونقلت الصحيفة عن الخبير الاستراتيجي الروسي، أندري سوشنتسوف، قوله إن "منتدى دافوس يولي اهتماما أكبر للقضايا التي تهم الاقتصاد الأوروبي والشراكات الأوروبية، ولا يركز كثيرا على القضايا الأمريكية والأسيوية"، لذلك فإن سعي واشنطن الدؤوب لتوجيه رسائل عدائية لروسيا، من خلال هذه المنصة الأوروبية، "لن تكون محط ترحيب من قبل الأوروبيين"، إضافة إلى كون الحزمة الجديدة من العقوبات ،التي تنوي واشنطن فرضها على موسكو ، لم تلق تجاوبا من جل العواصم الأوروبية. وفي سياق متصل، أبرزت الصحيفة تأكيد المحلل السياسي يوري روغوليف، أن استراتيجية الأمن القومي الأمريكيةالجديدة "تعكس وجهات نظر بعض ممثلي الإدارة الجديدة ولا ينبغي المبالغة في تقديرها"، مسجلا في السياق ذاته أن استطلاعات الرأى الأخيرة أشارت إلى أن الأمريكيين يعتقدون أن "روسيا لا تشكل تهديدا حقيقيا لبلادهم، لكنهم، في المقابل، يخشون من كوريا الشمالية التى تعهدت بتوجيه ضربة للأراضي الأمريكية". وفي تركيا، كتبت يومية (خبر) أنه يتعين على الولاياتالمتحدة أن تكف عن تقديم الدعم لإرهابيي وحدات حماية الشعب (الميليشيا الكردية السورية) إذا أرادت تجنب المواجهة مع تركيا. ونقلت عن الناطق الرسمي باسم الحكومة ونائب رئيس الوزراء، بكر بوزداغ، قوله "إذا كانت الإدارة الأمريكية ترغب في تجنب مواجهة تركيا، فيتعين عليها وقف دعم الإرهابيين"، مشيرا إلى أنه كي تكون واشنطن "متضامنة" مع الأتراك فالمعادلة سهلة ،وتتمثل في وقف تقديم الأسلحة لإرهابيي وحدات حماية الشعب ،التي تحارب تركيا وتهدد أمنها. وأكد أنه من المهم جدا أن واشنطن بادرت باقتراح إنشاء منطقة آمنة بطول 30 كلم على التراب السوري على امتداد الحدود المشتركة بين تركيا وسوريا، لكنه ينبغي بحث هذه المسألة في "إطار آخر" ،و"لا ينبغي بأي حال من الأحول اتخاذها ذريعة لوقف عملية (غصن الزيتون)". من جهتها، أكدت صحيفة (دايلي صباح) أنه يتعين على واشنطن، أولا وقبل كل شيء، استعادة الثقة عبر اتخاذ خطوات ملموسة قبل مناقشة مسألة إنشاء هذه المنطقة الأمنية، مشيرة إلى أن العلاقات بين أنقرةوواشنطن تدهورت بسبب الدعم العسكري الأمريكي لوحدات حماية الشعب الكردية السورية. وأكدت الصحيفة نقلا عن رئيس الدبلوماسية التركية، مولود تشاووش أوغلو، أن "بناء الثقة بين الولاياتالمتحدة وتركيا شرط أساسي للتباحث بشأن منطقة آمنة في الشمال السوري، داعيا واشنطن إلى القيام بخطوات ملموسة في هذا الشأن. من جهتها، انتقدت صحيفة (ستار) ، بشدة، الدعم الذي تقدمه الولاياتالمتحدة للإرهابيين لتنفيذ مخططاتهم فى المنطقة، معربة عن الأسف لكون دولة عضو فى حلف شمال الأطلسى (الناتو)، وبدلا من حماية حدود الحلف، "تدعم علانية منظمة إرهابية تهاجم هذه الحدود نفسها، وهذا أمر غير مقبول". وفي النمسا، ذكرت صحيفة (داي بريس) أن أودو لاندباور، وكيل لائحة حزب الحرية اليميني المتطرف، للانتخابات البلدية بالنمسا العليا المقررة يوم الأحد المقبل، الذي وجهت إليه اتهامات باستخدام كتاب للأغاني يمجد النازية ويتضمن عبارات معادية للسامية، نفى الاتهامات الموجهة إليه وأعلن رفضه تقديم استقالته. وأشارت الصحيفة إلى أن حزب الحرية اليميني المتطرف مازال متشبثا بطروحاته المتطرفة ،ولا نية لديه للتخلي عنها، معتبرة أن قادة الحزب "لم يستوعبوا بعد طبيعة المرحلة ومازالوا غارقون في النازية ، كما أن الكثير منهم يفتقرون للإحساس المرهف والحصافة". من جانبها، أفادت صحيفة (دير ستاندار) أنه، تم أمس الخميس بفيينا، استئناف محادثات السلام السورية التي تهدف إلى تقريب وجهات نظر أطراف الأزمة ومختلف المتدخلين في هذا النزاع ،الذي استمر لأزيد من سبع سنوات. وأضافت الصحيفة أن الجولات الثمانية السابقة من المفاوضات بجنيف منيت جميعها بالفشل، حيث يرفض الطرفان إجراء حوار مباشر، مما أدى إلى استمرار حالة الجمود بسبب تباين المواقف من عدة قضايا ،أبرزها مصير الرئيس بشار الأسد وسبل تحقيق انتقال ديموقراطي حقيقي. ونقلت الصحيفة تأكيد رئيس وفد المفاوضة السورية، نصر الحريري، على ضرورة "إحداث تغيير سياسي حقيقي في سوريا استنادا إلى قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254 "، متهما النظام السوري "بالتشبث بالحل العسكري لاستعادة السلطة".