انطلقت، مساء الخميس بقصر المؤتمرات بمدينة مراكش، فعاليات المؤتمر ال31 للتخدير والإنعاش ومحاربة الآلام؛ وهو الموعد الذي يرى النور بتنسيق بين الجمعية المغربية للتخدير والإنعاش والجمعية المغربية لممرضي البنج والإنعاش كموعد علمي سنوي يلم شمل متخصصين في مجال التخدير والإنعاش من جميع ربوع المملكة وإفريقيا والعالم، قصد مناقشة الواقع العلمي للمهنة وتحديث المعارف العلمية وبسط المعيقات والإكراهات والرهانات التي يعيشها مجال "البنج"، بحضور خبراء دوليين يؤطرون محاضرات وورشات تكوينية تعنى بالتخدير وطب المستعجلات والكوارث. وإلى جانب الندوات العلمية، شكل المؤتمر الطبي فرصة للتداول في بعض التقنيات من خلال ورشات أعمال تطبيقية على مستوى عال من الدقة والتقنية ووسائل محاكاة متطورة، وسط حضور لافت لشركات الآلات والأجهزة المستعملة في التكفل بالمرضى. البروفسور أحمد غسان الأديب، رئيس الجمعية المغربية للتخدير والإنعاش ومعالجة الآلام، قال، في تصريح لهسبريس، إن "المؤتمر الوطني موعد علمي وتخليد سنوي يهدف إلى إبراز وطرح مختلف المستجدات والتحديات الراهنة التي يعيشها مختصو التخدير والإنعاش ومحاربة الآلام، من أطباء وممرضين وأساتذة كليات الطب والصيدلة، باعتبارهم القائمين على هذا التخصص الذي يعتبر من التخصصات الطبية الحساسة التي تستوجب تحديث المعارف ومواكبة التوصيات العالمية"، على حد قوله. وشدد الإخصائي ذاته على كون المؤتمر يشتغل على محاور مختصة من خلال نوادي وورشات تطبيقية للتنويم بالإيحاء وإنعاش الأطفال والولادة والتكفل بالحالات الحرجة وسط العمليات وقاعات الإنعاش، مستحضرا في هذا السياق ما وصفه ب"السابقة" والتي تخص تقديم مرجع الكفاءات والمهن الخاص بكل من أطباء التخدير ومرجع آخر الكفاءات والمهن الخاص بممرضي "البنج"؛ وهي الخطورة التي ستمكن من تحديد برنامج التكوين في كليات الطب والمعاهد العليا لتكوين الممرضين في التخصص المذكور بهدف بلورة ركيزة أساسية في التكوين والتكوين المستمر. وشدد البروفيسور الأديب، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على وجود وحيوية مختصي التخدير بمختلف مصالح الاستشفاء بحكم تكوينهم ولحساسية المهام التي يتولونها، في قلب المنظومة الصحية لضمان أمن وسلامة المرضى، بالمستعجلات خلال التدخل الاستعجالي قبل الاستشفاء، ونقل الحالات الحرجة، خاصة في الولادات المستعصية، وتأمين العمل وسط أقسام الإنعاش وقاعات العمليات، إلى جانب تكفلهم بمحاربة الآلام. وأكد المتحدث ذاته أن الهدف الرئيسي من تنظيم هذا المؤتمر العلمي هو التكوين والتكوين المستمر والانفتاح على خبراء دوليين بهدف تجديد المعلومات والانفتاح على مختلف مكونات الجسم الطبي والتمريضي من الفاعلين في القطاع قصد الحوار والنقاش وتبادل الآراء والأفكار معتبرا المناسبة قفزة نوعية لتحسين التكفل بالمرضى وضمان أمنهم وسلامتهم. من جانبه، اعتبر عزيز يومكي، رئيس الجمعية المغربية لممرضي البنج والإنعاش، الموعد "حدثا فريدا يشهد حضور خبراء عالميين في الميدان، مغاربة وأجانب، لعرض المستجدات الأخيرة الصادرة عن المختبرات والمنظمة العالمية للصحة. وأضاف يومكي أن المؤتمر "يشكل فرصة للقاء الزملاء الأطباء الممرضين المختصين في التخدير والانعاش للتعارف من جهة، ومن جهنة أخرى، تبادل التجارب والخبرات ومناقشة مشاكل الممارسة وإكراهات قطاع الصحة بغية البحث والتداول في الحلول المقترحة والرفع من التدخلات العلاجية المقدمة للمرضى". وشدد المتحدث ذاته على أن لجانا مشتركة مكونة من أساتذة وأطباء وممرضين ستعمل على نشر ملخصات المواضيع المطروحة خلال المؤتمر، وصياغة توصيات تعتبر بمثابة خارطة طريق ومرجع الكفاءات الخاص بالممرضين المشتغلين في مجال التخدير والإنعاش لتحديد المهام الموكولة إليهم، مستحضرا في هذا السياق صعوبة الظروف التي يشتغل فيها ممرضو البنج خاصة في ما يتعلق بالنقل الصحي والطبي بين المستشفيات.