اختتمت بقاعة المحاضرات بجامعة الأخوين بمدينة إفران، الأحد، فعاليات المؤتمر ال5 للتخدير والإنعاش؛ وهو الموعد الذي رأى النور بمبادرة من الفدرالية المغربية للتخدير والإنعاش، وبإشراف من الجمعية المغربية للتخصص ذاته، تحت شعار "السلامة للصحية للمريض"، بحضور عدد من الدكاترة والخبراء العاملين في المجال. والتأم عدد من المتخصصين في مجال التخدير والإنعاش من جميع ربوع المملكة ومن أوروبا قصد مناقشة الواقع العلمي للمهنة وتحديث المعارف العلمية، وبسط المعيقات والإكراهات والرهانات التي يعيشها المجال الطبي بالمغرب، خاصة في ما يتعلق بالسلامة الصحية. جمال الدين الكوهن، رئيس الفدرالية المغربية للتخدير والإنعاش، قال إن الموعد العلمي يعرف حضور خبراء دوليين ومغاربة يؤطرون محاضرات علمية وورشات تكوينية تعنى بالتخدير والسلامة الصحية للمريض، كما يخوض في بعض التقنيات من خلال ورشات أعمال تطبيقية على مستوى عال من الدقة والتقنية ووسائل محاكاة متطورة. وأشار الكوهن، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن تنظيم المؤتمر يصادف اليوم العالمي لسلامة المريض، ويهدف إلى إبراز وطرح مختلف المستجدات والتحديات الراهنة بهدف تحديث المعارف ومواكبة آخر المستجدات الصادرة عن المختبرات والمنظمة العالمية للصحة، لتجويد الخدمات المقدمة للمرضى وضمان أمنهم الصحي وسلامتهم. وشدد الأخصائي ذاته على كون المؤتمر يشتغل على محاور مختصة من خلال نواد ومحاضرات علمية تخص التخدير والتنويم بالإيحاء كتقنية حديثة، مؤكدا في هذا السياق أن الهدف الرئيسي هو تقاسم الخبرات وكذا الانفتاح على مختلف مكونات الجسم الطبي والتمريضي من الفاعلين في القطاع، قصد الحوار والنقاش وتبادل الآراء والأفكار، معتبرا المناسبة قفزة نوعية لتحسين التكفل بالمرضى وضمان أمنهم وسلامتهم داخل مختلف مراحل العلاج والاستشفاء. وأكد رئيس فيدرالية التخدير والإنعاش أن الموعد يعتبر حدثا تاريخيا سيتوج بإصدار تقارير وتوصيات ترفع إلى مصالح الوزارة الوصية والمسؤولين، من أجل تحصين سلامة المريض أولا وأخيرا، بناء على آخر المستجدات الطبية والعلمية. من جانبه، اعتبر عبد الإله السايسي، رئيس الجمعية المغربية لممرضي البنج والإنعاش، المؤتمر فرصة لتبادل التجارب والخبرات ومناقشة مشاكل القطاع والممارسة السليمة للمهنة، بهدف بلورة تصور يمكن من تنزيل قوانين واضحة وصريحة ضمانا لسلامة المريض أولا والممارس ثانيا، طبيبا كان أو ممرضا. وقال السايسي لهسبريس: "إننا اليوم في مرحلة حاسمة، كفانا من التوصيات والتسويف، وكفانا من المماطلة"، مؤكدا أن الوقت حان لتخليق مجال التخدير بالمغرب والاعتراف بممرض التخدير والإنعاش في إطار خاص كما هو معمول به في عدد من الدول، كفرنسا والجزائر وغيرهما. أما الدكتور ياسر السباعي، الكاتب العام للفدرالية المغربية للتخدير والإنعاش، فأوضح أن فعاليات المؤتمر تتمحور حول السلامة الصحية للمريض من خلال محاضرات وورشات تطبيقية تهم مختلف مراحل العلاج داخل كل المصالح الاستشفائية، تفاديا لأي مضاعفات محتملة. وقال السباعي في تصريح لجريدة هسبريس إن المقصود بالسلامة الصحية هو استفادة المريض من العلاجات والفحوصات في ظروف صحية وآمنة، تتماشى مع المعايير الدولية، مشيرا إلى أنها تبدأ منذ ولوج المريض إلى مؤسسات علاج. وأضاف المتحدث ذاته: "سيتم العمل على صياغة قواعد السلامة الصحية على شكل توصيات سترفع إلى وزارة الصحة والهيئة الوطنية للأطباء وجميع المتدخلين، قصد الحرص على تنزيلها على الأرض الواقع؛ وبالتالي ضمان مطابقة جميع المصحات الخاصة والمراكز الاستشفاء العمومية لمعايير السلامة الصحية الدولية الأخيرة".