انصب اهتمام الصحف العربية الصادرة، اليوم الاثنين، على جملة من المواضيع، أبرزها "الهجوم الإرهابي" الذي استهدف أول أمس الجمعة، كنيسة جنوبالقاهرة، والاحتجاجات التي تشهدها إيران، وتحديات التضامن العربي وتداعيات قرار الرئيس الامريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل. ففي مصر، ركزت الصحف على حادث الاعتداء الذي استهدف كنيسة (مارمينا) بضاحية حلوان جنوبالقاهرة وأودى بحياة 9 أشخاص وإصابة آخرين بجروح. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (الجمهورية) بقلم أحد كتابها، أن الجريمة الإرهابية التي وقعت في كنيسة (مارمينا) "أثارت الفزع والقلق والاستياء بين أهالي المنطقة وشعب مصر، والأكثر إثارة أن منفذ هذا الهجوم كان يطلق النار عشوائيا من سلاح آلي"، مشيرة إلى أن ارتكاب هذا العمل الإرهابي الخسيس يكشف إصرار هؤلاء الإرهابيين على إفساد فرحة المصريين بعيد الميلاد. من جهتها، قالت يومية (الأهرام) في افتتاحيتها، إن الاعتداء الإرهابي ضد كنيسة "مارمينا" كشف عن شهامة المصريين ووقوفهم بكل جسارة في مواجهة الإرهاب، فاشتراك المواطنين في مكافحة الإرهاب "بصدورهم العارية يحسم إلى حد كبير معركة الدولة المصرية مع قوى الظلام"، مضيفة أن خبراء مكافحة الإرهاب يتوقعون أن تتساقط الخلايا الإرهابية سريعا بعدما دخل الشعب بقوة على خط المواجهة. أما صحيفة (الأخبار) فنشرت مقالا لأحد كتابها، قال فيه إن الحادث الإرهابي الذي استهدف كنيسة (مارمينا)، "مدعم فكريا بغباء شيوخ تكفيريين، لإسقاط مصر وإضعاف جيشها ووقف صحوتها وتقسيم شعبها وأرضها لتصبح مثل سوريا واليمن والعراق". وفي موضوع آخر توقفت (الأهرام) عند الاحتجاجات التي تشهدها إيران، حيث كتبت بقلم أحد كتابها، أن هذه الاحتجاجات المتصاعدة "لا يمكن فصلها عن التطورات التي طرأت على الساحة الإقليمية في الأعوام الأخيرة، والتي مثلت فيها إيران طرفا مهما بسبب إمعانها في التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة وتهديدها لأمنها واستقرارها" . وفي الإمارات اهتمت الصحف بتحديات التضامن العربي وتداعيات قرار الرئيس الامريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (البيان) في افتتاحيتها بعنوان" 2018 عام التضامن العربي" أن التحديات المتفاقمة التي تواجه العالم العربي كبيرة وخطيرة، وإعادة الاستقرار إلى المنطقة تحتاج إلى الشفافية والعمل الجماعي"، معتبرة أن "التضامن العربي الذي يعد ضروريا لمواجهة التحديات، يوجد في مقدمة الأولويات من أجل تطوير منظومة العمل العربي المشترك، وإحداث نقلة تحرك الجمود العربي، في ظل العديد من التحديات التي تتطلب الفعل لا السكون". ودعت الصحيفة الى "مجابهة التحديات، والاستعداد لمواجهة نظام دولي متقلب، وقيادة كونية متذبذبة وتغ ول إقليمي غير مسبوق، معبرة عن أملها في أن تكون 2018 سنة "التضامن والتواصل العربي من أجل تحقيق الاستقرار والتنمية للشعوب والدول العربية من خلال إرادة جماعية صلبة للتغلب على التحديات، والعودة إلى مربع والأخوة والتضامن". من جانبها توقفت صحيفة (الخليج) في مقال لأحد كتابها عند تداعيات قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، معتبرة إعلان السلطة الفلسطينية وجامعة الدول العربية أن الإدارة الأمريكية لم تعد مؤهلة ل "رعاية" عملية التسوية، نتيجة انحيازها ل لإسرائيل، يعد " أمرا مفيدا ولكنه غير كاف، هو مفيد، لأن في ذلك اعترافا منها بعبثية التعويل على (راع) يرعى الاحتلال وحده، ويغطي على جرائمه وانتهاكاته، وهو غير كاف إن لم تتولد منه ترجمة سياسية مادية ( غير لفظية) له، من قبيل الخروج الكامل من مسار هذه التسوية الأمريكية". أما صحيفة (الوطن) فركزت من جانبها على تخليد الامارات العربية المتحدة مع دخول سنة 2018 ل "عام زايد" احتفاء بالراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بمناسبة ذكرى مرور 100 سنة على ميلاده، وذلك لإبراز دوره في "تأسيس وبناء دولة الإمارات، بجانب إنجازاته المحلية والعالمية". وفي قطر، تناولت الصحف المحلية، في افتتاحياتها، العناوين الكبرى لانتكاسات ونجاحات السنة المنتهية، والآمال المعقودة على سنة 2018 ، مستحضرة من بين أبرز الانتكاسات والاختبارات الموجعة، "الازمة الخليجية" التي اندلعت منتصف السنة المودعة، و"ما تعرضت له القدس، وما تزال من انتهاكات من قبل الاحتلال الإسرائيلي، عقب قرار واشنطن الاعتراف بالمدينة المقدسة عاصمة لدولة الاحتلال"، و"تأزم الوضع في سورية"، و"تفجر أزمة أقلية الروهينغا المسلمة"، و"الوضع في اليمن"، و"جرائم الارهاب واستهداف الابرياء في اكثر من بلد عربي وأوروبي ". وأشارت صحيفة (الوطن)، تحت عنوان "عام جديد يشرق على العالم"، الى ان تلك الاختبارات "لم تكن كلها شر"، معتبرة أن الأزمة الخليجية دفعت بقطر الى "تسريع الخطى" نحو ما ينبغي تحقيقه من "اكتفاء ذاتي، وانفتاح على المزيد من دول العالم، وتنويع لمصادر الاقتصاد". أما على المستوى الفلسطيني، فاعتبرت (الوطن) القطرية أن الإيجابي في هذا التطور الأخير أن العالم " أكد عبر الأممالمتحدة، ثبات موقفه الرافض للاعتراف الأمريكي"، لافتة الى أن "الرهان الأساسي يبقى على تسامي الأمة العربية فوق خلافاتها في العام الجديد، واتخاذها موقفا موحدا وقويا سواء في أزمة القدس أو بقية الأزمات العربية". ومن جهتها، توقفت صحيفة (الشرق) عند أمنيات العام الجديد لتدارك خيبات العام المنقضي، معبرة عن الأمل في الحالة الفلسطينية في أن "يتدخل المجتمع الدولي ممثلا في منظمة الاممالمتحدة بقوة وفاعلية لوضع حد لتلك الانتهاكات والممارسات التي باتت تشكل نقطة سوداء في جبين المجتمع الدولي واهانة للشرعية الدولية"، وأن "يشهد العام الجديد مصالحة فلسطينية حقيقية تعيد رص الصف الوطني لمواجهة التحديات الجديدة ". كما أعربت الصحيفة عن "الأمل الكبير في ان يغلب القادة العرب صوت العقل والحكمة؛ لطي صفحات الخلافات العربية؛ وفي مقدمتها بالقطع حل الأزمة الخليجية"، وأن يتم "وقف مسلسل الدم والتشريد في سوريا والتوصل الى حل يرضى تطلعات الشعب السوري" وأن "تشهد السنة الجديدة نهاية سعيدة لأزمة اليمن"، وان "يعم الاستقرار في ليبيا". وتحت عنوان " العالم وأخطار محدقة"، توقفت صحيفة (الوطن)، في مقال بقلم أحد كتابها عند طبول الحرب التي يتردد صداها شرقا وغربا و الشكوك المتبادلة بين واشنطن وموسكو والتصريحات "غير المطمئنة" الصادرة عنهما، مستحضرة، في هذا الصدد، حث وزير الدفاع الأمريكي لجنود بلاده ب"الاستعداد للحرب في حال لم تنجح جهود الدبلوماسيين الأمريكيين لحل أزمة البرنامج النووي لكوريا الشمالية"، وأيضا إعلان الرئيس بوتين عن سعي روسيا الى الريادة في "بناء جيل جديد من العسكريين لحماية سيادتها وسياستها الخارجية خصوصا قرب حدودها". وعلى صعيد آخر، وحول دور المثقف الخليجي في تطورات الأزمة الخليجية الراهنة، اعتبر مقال نشرته صحيفة (الوطن)، تحت عنوان "المثقف الخليجي بين السياسي والمعرفي"، أن دور المثقف "ينبغي أن يتمايز عن دور السياسي والإعلامي"، مشددا على أنه "ليس من مهمة المثقف، الانزلاق إلى حملات الشحن والتحريض والكراهية المتبادلة" وأن "وظيفته الأساسية إنتاج المعرفة وتغيير الذهنيات وتحليل الأحداث ورفع الوعي العام". وأضاف كاتب المقال أنه في إطار هذا التمايز في الأدوار "ما من شيء يمنع المثقف من المشاركة في الشأن العام باعتباره مواطنا له حقوق سياسية (...) ويتطلع لتحقيق أهداف سياسية"، ولكن فقط "ينبغي تأكيد أن للمثقف في مجتمعه دوره المعرفي الأساسي والأهم، ولكن بالتأكيد ليس هو دور شاعر القبيلة"، لافتا الى أن دور المثقف من "خارج دول النزاع"، ينبغي أن يكون مشمولا ب"الحرص على اتخاذ مواقف عادلة ومتوازنة، تمكنه من تهدئة الأمور، وعدم تصعيدها (...) وتؤهله لاجتراح حلول ومخارج مقبولة". وفي السعودية، قالت يومية (الرياض) في افتتاحيتها إن "ما يحدث من تظاهرات مناهضة للنظام في معظم المدن الإيرانية جاء نتيجة لسلسلة طويلة من سياسات النظام التي لم تضع المواطن الإيراني ضمن أولويات حساباتها بل جعلته في آخر قائمة الاهتمام"، متسائلة عما جنته إيران من تدخلات نظامها في سورية واليمن ولبنان". واعتبرت الصحيفة أن "حديث المسؤولين الإيرانيين عن وجود (قوى خارجية) تحرك التظاهرات الغاضبة، حديث غير منطقي ويعطي دلالة واضحة عن محاولة لتشتيت الانتباه عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى اندلاع المواجهات"، مؤكدة أن الأوضاع في إيران وصلت إلى نقطة اللاعودة إلى ما كانت قبل اندلاع التظاهرات وامتدادها. من جهتها، قالت صحيفة (اليوم) في افتتاحيتها إن الاحتجاجات الشعبية في إيران لا تعود فقط الى غلاء الأسعار وارتفاع تكاليف الحياة المعيشية وارتفاع نسبة البطالة إلى ذروتها، ولكنها تعود أساسا إلى عدم الاصغاء لحقوق الشعب الايراني المشروعة، وتصميم النظام على تبديد الثروات الايرانية الطائلة في كل مكان. وأكدت الافتتاحية أن ما يحدث في مختلف المدن الايرانية بما فيها العاصمة طهران لليوم الرابع على التوالي، وسقوط القتلى والجرحى خلال مسيراتها، يمثل "جرس إنذار للنظام الإيراني"، و"انتفاضة طبيعية وسليمة يبدو أن نيرانها ستبقى متقدة رغم ممارسات القمع التي يستخدمها جند النظام مع المتظاهرين". وفي الشأن المحلي السعودي، أبرزت صحيفة (الاقتصادية) التأثير الإيجابي لفرض القيمة المضافة في المملكة بدءا من اليوم، بموجب الاتفاقية الخليجية الموحدة، مشيرة إلى أن الحكومة لم تؤجل تطبيق هذه الضريبة بل اعتمدت بدلا من ذلك على تخفيض سعرها من 10 في المائة إلى 5 في المائة، إضافة إلى دعم الأسر الأقل دخلا لمواجهة تحدياتها. وبرأي الصحيفة، فإن فرض هذه الضريبة سيحقق دخلا يمول ربع الميزانية العامة، وسيمنح استقرارا اقتصاديا مهما للمملكة، وهو ما سيعزز حتما فرص التنمية. وبالأردن، تساءلت صحيفة (الرأي) في مقال بعنوان "احتجاجات إيران.. بين طهرانوواشنطن"، أنه إذا كانت إدارة ترامب قد سارعت إلى "دعم" الاحتجاجات المطلبية الإيرانية، التي ما تزال حتى الآن تحت السيطرة، فلماذا لم يتحدث ترامب عن "الفساد الإسرائيلي"، فيما المظاهرات السلمية التي تقوم بها جهات شعبية إسرائيلية عديدة (...)، تحت شعار "مظاهرات العار"، تضم مئات الآلاف عند منتهى كل سبت في تل أبيب والقدس. وأضافت أن ترامب لم يقل شيئا ولم يطالب "نتنياهو"، المتهم الرئيسي بالفساد واستغلال السلطة، بالاستجابة للمطالب والتنحي في انتظار محاكمته، علما أن الشرطة الإسرائيلية في بداية الاحتجاجات المستمرة منذ ثلاثة أشهر، استخدمت العنف ضد المتظاهرين السلميين أمام منزل المستشار القانوني للحكومة. وفي السياق ذاته، أبرز مقال لصحيفة (الدستور) تحت عنوان "ماذا يجري في إيران؟"، أن المظاهرات التي انفجرت في إيران، لا يمكن التقليل من شأنها، ولا توصيفها باعتبارها "مؤامرة خارجية" مثلما يقول الإيرانيون، مشيرا إلى "عوامل موضوعية أدت إلى هذا الوضع الذي يواجهه الإيرانيون". وأضاف كاتب المقال أنه إذا كانت مؤامرة خارجية حقا، "فمن حق الإيرانيين أن يسألوا حكومتهم عن الذي فعلته لإغلاق باب المؤامرات الخارجية"، مبرزا أن التدخل الإيراني في دول عديدة، كان سيئا للغاية، وأدى إلى تكريس صورة سلبية جدا للنظام الإيراني، ولعل الإيراني. وفي الشأن المحلي، أشارت صحيفة (الغد) إلى إقرار مجلس النواب بالأغلبية، وفي يوم واحد في سابقة تشريعية لم تحدث منذ عام 1989، ووسط مقاطعة كتلة الإصلاح التي تضم نواب حزب جبهة العمل الإسلامي ومستقلين، مشروعي قانوني الموازنة العامة للدولة والوحدات الحكومية برسم السنة المالية 2018.