بالرغم من المجهودات التي تبذلها الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة لترحيل "حراكة" مغاربة من العالقين في عدد من مراكز "الإيواء" الليبية، التي توصف بمراكز "الاحتجاز" نظرا لظروفها الإنسانية المأساوية، فقد دخل هؤلاء في إضراب مفتوح عن الطعام للمطالبة بتسريع عمليات الترحيل إلى أرض الوطن، إسوة بأفواج سابقة. وعلمت هسبريس من عائلات عدد من المهاجرين المغاربة غير النظاميين أن قرابة 233 مغربيا محتجزا في مركز طرابلس، التابع لجهاز مكافحة الهجرة السرية، دخلوا في إضراب جماعي عن الطعام منذ أمس من أجل لفت انتباه السلطات المغربية "للتعجيل بترحيلهم إلى المغرب بعد الوعود التي تلقوها في هذا الشأن"، والتي أسفرت في مرحلة سابقة عن ترحيل نحو 235 من منطقة زوارة. مقابل ذلك، حصلت هسبريس على معطيات تفيد بأن الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة مستمرة في جهودها وعمليات التنسيق مع المسؤولين الليبيين في مراكز الإيواء وباقي المصالح المغربية المعنية، من أجل ترحيل أفواج أخرى من "الحراكة" المغاربة في مرحلة قادمة قريبا، خاصة على مستوى المراكز الأخرى، مثل "جنزور" و"عين معيتيقة" و"تاجوراء". الوزارة المذكورة تدخلت خلال الشهور القليلة الماضية لترحيل نحو 500 مغربي من المهاجرين العالقين في ليبيا، على فوجين، آخرهما قبل أسابيع وهو الفوج الذي شمل 235 مغربيا، ضمن عملية تمت بتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، عن طريق مديرية الشؤون القنصلية والاجتماعية وباقي مع الجهات المختصة، وخصصت لأجلها طائرة خاصة انطلقت من مدينة جربة التونسية. وكانت تلك مرحلة أولى. وكانت طرابلس قد ثمنت جهود الرباط لترحيل مواطني المملكة العالقين في ليبيا، بعد اعتقالهم منذ أشهر وهم على استعداد للهجرة غير النظامية صوب أوروبا، حيث استقبلت السلطات الليبية، قبل أيام، وفداً مغربياً للإشراف على عملية إعادة "الحراكة" المغاربة العالقين، فيما كشف جهاز مكافحة الهجرة السرية بطرابلس أنه في إطار التعاون المشترك بين البلدين، تم الاتفاق على أن تكون العودة الطواعية للمغاربة العالقين خلال أيام قريبة. وأشار المصدر ذاته إلى أن المغرب قام باستئجار طائرتين خاصتين لترحيل مواطنيه جواً من مطار "عين معيتيقة" الدولي إلى مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، مشيرا إلى أن هناك مجهودات تبذلها الحكومة المغربية من أجل ترحيل العالقين في أحسن الظروف، نافيا أن تكون الرباط قد تخلت عن مواطنيها، وقال: "من حق أي دولة في العالم أن تتحقق من هوية المهاجرين قبل قرار ترحيلهم إلى أرض الوطن، في ظل انتشار الجماعات الإرهابية وتواجد معطيات تؤكد توافد مغاربة على المدن التي سيطر عليها داعش، من قبيل مدينتي سرت ومصراتة".