وقع عبد الكريم بنعتيق، الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولية المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، وعبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، اليوم الجمعة بمدينة إفران، اتفاقية شراكة لتأهيل الكفاءات المغربية بالخارج قصد تسليحها بوسائل متعددة للدفاع عن الوحدة الترابية للبلاد؛ وذلك على هامش الجامعة الشتوية المنظمة بجامعة الأخوين تحت شعار "العيش المشترك"، لفائدة 100 شاب وشابة من مختلف دول العالم. وتروم الاتفاقية تكوين مجموعة من المكونين المغاربة بالخارج على صعيد جميع القارات، وتأهيلهم لكي يشرفوا بدورهم على تأطير الجالية المغربية وتمكينها من كل الوسائل لتصحيح مجموعة من المغالطات عن قضية الصحراء، وتسليط الضوء على الوحدة الترابية للمملكة بطرق مبنية على العلم والحقائق التاريخية والحُجج والأدلة الدامغة. وسيوفر الطرفان دورات تكوينية في الداخل والخارج لفائدة 500 مؤطر بلغات متعددة، منها العربية والفرنسية والإنجليزية والإيطالية، في أفق توسيع الاستفادة على مدى ثلاث سنوات، حيث سينصب الاهتمام بالأساس على أحقية المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها. وزير الجالية، عبد الكريم بنعتيق، قال إن "الحاجة إلى هذا التكوين تأتي لكون من يعادينا يستعمل كل الوسائل لتأليب الرأي العام الدولي ضد قضية المغاربة الأولى"، ولفت إلى أن "خصوم المملكة يشتغلون في الخارج بشكل مكثف، وآن الأوان لتتجند الكفاءات المغربية". ودعا بنعتيق الشباب والشابات الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و25 سنة إلى التغلغل في بلدان الاستقبال والانفتاح على العمل المؤسساتي والحزبي والمدني من أجل استقطاب الآخر وإقناعه بأحقية المغرب في استرجاع وحدته الترابية، وأضاف: "أنتم قوتنا الضاربة ونحن نعول عليكم لأنكم تعرفون خصوصيات العالم". وأورد الوزير، في تصريح لهسبريس، أن "خصوم الوحدة الترابية يتعبؤون عن طريق مجموعة من التيارات، ورغم عدم قدرتهم على التأثير في صناعة القرارات الكبرى إلا أنهم يجنحون إلى تشويه صورة المغرب عبر قراءات مزورة للتاريخ". من جانبه أكد عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، أن "الكفاءات الشبابية بالخارج تشكل قوة حية وإبداعية ولديها قدرات هائلة على إيجاد الأجوبة العلمية التي تكون مستعصية أحياناً على الكبار". وشدد بوصوف على أهمية الاتفاقية الموقعة مع وزارة الجالية "في ظل تسجيل نقص لدى الشباب في المعارف العلمية حول قضية الصحراء، رغم أنهم سباقين للدفاع عن وحدة البلاد"، وزاد أن الأمر ليس بهين على المغاربة الذين يدافعون عن بلادهم في الخارج، "لأن من السهل أن نقول هنا إن الصحراء مغربية، بينما من الصعب قول هذا في المؤسسات الدولية والأممية"، وفق تعبيره. "التكوين الجديد يشكل فرصة لدحض الأفكار المغلوطة التي تنشرها جبهة البوليساريو عن الصحراء"، يُضيف بوصوف، الذي أكد في المقابل أن "المغرب بذل مجهودات كبيرة في تنمية الأقاليم الجنوبية، ولكنه لم يتم تسليط الضوء على هذه التحولات بالشكل المطلوب". ودعا بوصوف شباب الجالية إلى الاستفادة من الخبرات والتكوينات التي يتسلحون بها في كبريات الجامعات والمعاهد العالمية لتصحيح الوضع غير السليم، وزاد: "لم يعد مقبولاً بعد أكثر من أربعين سنة أن يستمر هذا النزاع المفتعل، ولكن لدينا اليقين أنكم ستكونون جزءاً من الحل".