قال عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، إن "محاولة خصوم المغرب النيل من وحدته الترابية تكررت على مر التاريخ، إلا أنها وجدت دولة متجذرة لأكثر من 16 قرنا، حافظت على استقلالها بفضل استمرارية نظام الحكم رغم تغير الأسر الحاكمة". وأضاف بوصوف، في كلمة ألقاها ضمن لقاء تواصلي من تنظيم الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة بالرباط، أن "المغرب لن يسمح في أي شبر من ترابه، في استمرار للمؤسسات داخل البلاد، في مقدمتها مؤسسة إمارة المؤمنين الضامنة لوحدة واستقرار المملكة". وأردف بوصوف بأن "المغرب وطيلة عقود من الزمن نجح في دحر الأخطار الاستعمارية والوقوف سدا منيعا أمام الأطماع الأجنبية، بعد ما خاض ما يقارب 36 حربا صليبية بمشاركة بابوية، كانت تستهدف السيطرة عليه والتغلغل في القارة الإفريقية والعالمين العربي والإسلامي". جهود المغرب في الدفاع عن وحدته الترابية وقضيته الوطنية الأولى تمر، حسب الأمين العام لمجلس الجالية، عبر تفعيل أصوات المغاربة المقيمين بالخارج، والتي اعتبرها بوصوف "أكثر قيمة في الوقت الحالي من أصوات مغاربة الداخل"، نظرا للمتطلبات المرحلية الحالية التي تمر منها قضية الصحراء المغربية. وأكد بوصوف أن الرهان الذي يجب كسبه اليوم هو "نيل ثقة المجتمع الدولي واستمالة الرأي العام لعدم ترك المجال فسيحا أمام ترويج أعداء الوحدة الوطنية للأطروحات المعادية"، مضيفا: "نحن نعلم أن من يعادينا يستعمل كل الوسائل لتأليب الرأي العام الدولي على قضية المغاربة الأولى". وفي السياق ذاته، أشاد المتحدث ذاته بالحضور الإيجابي لمغاربة العالم في ميادين ومجلات حيوية داخل بلدان الاستقبال، معبرا عن ارتياحه للمكانة التي أصبح يحتلها بعض المغاربة المقيمين بالخارج ضمن المؤسسات الحكومية ومواقع القرار داخل هذه البلدان الأجنبية. مكانة "مغاربة العالم" المتميزة في الخارج شدد بوصوف على أهميتها البالغة في السياق الحالي الذي تمر من قضية الصحراء، قائلا: "يمكن للمغرب الاستفادة من حضور المغاربة في مواقع القرار الأجنبية من أجل كسب الرهان، الذي أصبح في يد المنتظم الدولي والمؤسسات الدولية". وعبر الأمين العام لمجلس الجالية المغربية، خلال المناسبة التي أقيمت على هامش مشاركة الجالية المغربية في احتفالات الذكرى السابعة عشرة لعيد العرش، عن ثقته في "كسب المملكة بقيادة الملك محمد السادس لرهان القضية الوطنية، التي تجري في دماء جميع المغاربة، سواء داخل المغرب أو خارجه"، وفق تعبيره.